إليك في طلبها والتماسها أو لم أشرع، سألتكها أو لم أسألكها فإني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) في قضاء حوائجي صغيرها وكبيرها " فإنك (1) حرى أن تقضى حاجتك إن شاء الله.
وظن جماعة من الأصحاب أولهم العلامة في المنتهى صحة هذا الحديث وليس كذلك، لأن موسى بن القاسم لا يروي عن معاوية بن عمار بغير واسطة وفي جملة الوسائط بينهما من لا تتم الصحة مع وجوده وليس على التعيين بما يجدي قرينة يمكن التعويل عليها، وفي قوله: " حدثنا عن معاوية " إيماء إلى تحقق الواسطة أيضا، وبالجملة فعدم لقاء موسى بن القاسم لمعاوية بن عمار ومن في طبقته مما لا يصغي إلى احتمال خلافه الممارس فالعجب من توهم الجماعة كون مثل هذا الخبر من الصحيح.
محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أحدث بالمدينة حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله، قلت:
وما الحدث؟ قال: القتل (2).
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل ثم ائت قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ما تفرغ من حوائجك فودعه واصنع مثل ما صنعت عند دخولك وقل:
" اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيك فإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد في مماتي على ما شهدت أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك " (3).