بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعترته المعصومين الطيبين واللعنة الدائمة على أعدائهم ومعادي أوليائهم وموالي أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدين (اما بعد) فهذا هو الجزء السادس من كتابنا الموسوم بعناية الأصول في شرح كفاية الأصول أسأل الله تعالى أن يوفقني لإتمامه كما وفقني للأجزاء المتقدمة انه سميع مجيب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ولا يخيب رجاء من رجاه انه أجود مسؤول وأكرم من أعطى.
في التعادل والتراجيح وبيان تعريف التعارض (قوله المقصد الثامن في تعارض الأدلة والأمارات فصل التعارض هو تنافي الدليلين... إلخ) قد أشرنا في بحث الاجتماع إلى الفرق بين التعارض والتزاحم (وأن التعارض) هو تنافي الدليلين في مرحلة الجعل والتشريع على نحو يعلم إجمالا بكذب أحدهما من أصله وان الشارع لم يجعل أحدهما أبدا كما إذا قال أحد الدليلين تجب صلاة الجمعة وقال الآخر تحرم صلاة الجمعة فهاهنا نعلم إجمالا بكذب أحدهما بلا شبهة ولو في خصوص ما إذا كانا قطعيين دلالة وجهة لا مطلقا وإلا فيحتمل صدور كليهما جميعا وان يكون المراد من أحدهما خلاف ما هو ظاهره أو انه قد صدر تقية لا لبيان الواقع (وان التزاحم) هو تنافي الدليلين في مرحلة الامتثال والإتيان على