عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ٦ - الصفحة ٢٦١
التكليف معلوم إجمالا وإنما الشك في كونه على وجه التعيين على تقدير التفاضل أو على وجه التخيير على تقدير عدمه ومنشأ الشك هو الاشتباه في المصداق مع انتفاء ما يشخصه من الأصول وإمكان استعلامه فلا بد من الفحص حتى يعلم المكلف به (انتهى) موضع الحاجة من كلامه رفع مقامه.
(أقول) أما رواية داود بن الحصين عن أبي عبد الله عليه السلام ينظر إلى أفقههما وأعلمهما بأحاديثنا وأورعهما فينفذ حكمه ولا يلتفت إلى الآخر فهي آمرة بالرجوع إلى الأفقه الأعلم الأورع وليست هي آمرة بالفحص عنه عند الشك في وجوده (مضافا) إلى كونها واردة في مورد الحكومة ورفع الخصومة فلا دلالة لها في مقام التقليد أصلا (وأما الأصل) فالظاهر ان المراد منه بقرينة قوله حيث ان قبل الفحص لا يعلم البراءة بخلافه بعد الفحص... إلخ هو أصل الاشتغال وهو وإن كان حقا لا مجال لإنكاره ولكنه على الظاهر ليس هو وجها آخر غير الوجه الأخير الذي قد أشار إليه بقوله ولعل وجوب الفحص موافق للقاعدة أيضا... إلخ (وعلى كل حال) تقريب أصل الاشتغال هو أنا نعلم إجمالا باشتغال الذمة بوجوب العمل بإحدى الفتويين إما تعيينا ان كان أحدهما فتوى الأعلم وأما تخييرا إن كان الفتويان متساويتين والاشتغال اليقيني مما يقتضي البراءة اليقينية وهي لا تحصل إلا بالفحص عن الأعلم فان كان أحدهما أعلم أخذنا بفتواه وإلا فنتخير بين الفتويين (إلا ان الحق) ان لنا أصل موضوعي مقدم على الاشتغال رافع لموضوعه (وتوضيحه) انه إذا أفتى أحدهم بطهارة الخمر مثلا والآخر بنجاسته وفرضنا ان صاحب فتوى الطهارة ملكته هي بحد الاعتدال وشككنا في ان صاحب فتوى النجاسة هل هو ملكته أقوى منها وأشد قد تجاوزت من هذا الحد ليكون هو أعلم ويتعين الأخذ بفتواه أم لم تتجاوز فنتخير والأصل عدم تجاوزها عنه وعدم صيرورته أعلم فلا يبقى مجال لقاعدة الاشتغال أصلا.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 في التعادل والتراجيح وبيان تعريف التعارض. 2
2 في الجمع بين الدليلين المتنافيين وبيان الجمع العرفي المقبول. 9
3 في وجه تقدم الأمارات على الأصول الشرعية. 12
4 الدليلان الظنيان لا يتعارضان إلا بحسب السند. 19
5 في بيان مقتضى القاعدة الأولية في الخبرين المتعارضين على الطريقية دون السببية 21
6 في بيان مقتضى القاعدة الأولية في الخبرين المتعارضين على السببية دون الطريقية 25
7 الكلام حول القضية المشهورة وهي الجمع مهما أمكن أولى من الطرح. 32
8 في بيان مقتضى القاعدة الثانوية في الخبرين المتعارضين. 38
9 في بعض الوجوه التي استدل بها لوجوب الترجيح. 41
10 في الاخبار العلاجية الدالة على التخيير على الإطلاق. 43
11 في الأخبار العلاجية الدالة على الترجيح بمزايا مخصوصة ومرجحات منصوصة 47
12 الكلام حول مجموع الأخبار العلاجية. 53
13 في الجواب عن خصوص المقبولة والمرفوعة من اخبار الترجيح. 59
14 في استبعاد الشيخ حمل اخبار الترجيح على الاستحباب والجواب عنه. 63
15 في الجواب عن بقية أخبار الترجيح. 67
16 في بقية الوجوه التي استدل بها لوجوب الترجيح وجوابها. 75
17 هل يجب الإفتاء بما اختاره من الخبرين أو بالتخيير في المسألة الأصولية أو يجوز كلا الأمرين جميعا. 79
18 هل التخيير بدوي أو استمراري؟ 82
19 هل على القول بالترجيح يقتصر على المرجحات المنصوصة أو يتعدى إلى غيرها 84
20 هل على القول بالتعدي يتعدى إلى خصوص المزية الموجبة للظن الشأني دون الفعلي أو بالعكس أو إلى كل مزية. 95
21 هل التخيير أو الترجيح يختص بغير موارد الجمع العرفي أم لا؟ 100
22 في ذكر جملة من المرجحات النوعية للدلالة. 108
23 في انقلاب النسبة. 118
24 في بيان كون المرجحات على أنحائها كلها من مرجحات السند. 129
25 لا وجه لمراعاة الترتيب بين المرجحات لو قيل بالتعدي من المزايا المنصوصة 134
26 فيما أفاده الشيخ لتقديم المرجح الصدوري على الجهتي وتضعيفه. 137
27 فيما أفاده بعض تلاميذ الشيخ من امتناع تقديم المرجح الصدوري على الجهتي وتضعيفه. 141
28 الكلام حول المرجحات الخارجية بأقسامها وبيان حال القسم الأول منها 144
29 في بيان حال القسم الثاني من المرجحات الخارجية. 153
30 في بيان حال القسم الثالث من المرجحات الخارجية. 159
31 في الاجتهاد وبيان معناه لغة واصطلاحا. 161
32 في تقسيم الاجتهاد إلى مطلق وتجزي. 167
33 في إمكان الاجتهاد المطلق 169
34 في جواز العمل بالاجتهاد المطلق لمن اتصف به ولغيره. 170
35 في جواز تقليد الانسدادي وعدمه. 172
36 في نفوذ حكم المجتهد المطلق إذا كان انفتاحيا وإلا ففيه إشكال. 177
37 في إمكان التجزي. 181
38 في حجية اجتهاد المتجزي لنفسه. 184
39 في رجوع الغير إلى المتجزي. 185
40 في حكومة المتجزي وفصل خصومته. 187
41 في بيان ما يتوقف عليه الاجتهاد. 188
42 في التخطئة والتصويب. 193
43 في اضمحلال الاجتهاد السابق. 198
44 في بيان مقتضى القاعدة الأولية في الأعمال السابقة المطابقة للاجتهاد الأول. 200
45 في بيان مقتضى القاعدة الثانوية في الأعمال السابقة المطابقة للاجتهاد الأول. 205
46 في الرد على تفصيل الفصول في الاجتهاد السابق. 208
47 في التقليد وبيان معناه لغة واصطلاحا. 213
48 في الاستدلال على جواز التقليد ببناء العقلاء. 217
49 الكلام حول الإجماع بقسميه من المحصل والمنقول على جواز التقليد. 219
50 الكلام حول سيرة المتدينين على التقليد. 221
51 الكلام حول الاستدلال بآيتي النفر والسؤال على جواز التقليد. 222
52 في الاخبار الدالة على وجوب اتباع قول العلماء. 226
53 ما دل على ان للعوام تقليد العلماء. 229
54 في الاخبار الدالة على جواز الإفتاء مفهوما. 230
55 في الاخبار الدالة على جواز الإفتاء منطوقا. 234
56 الكلام حول الاستدلال بدليل الانسداد على جواز التقليد. 237
57 في وجوب تقليد الأعلم. 240
58 في القائلين بجواز تقليد غير الأعلم وتضعيف أدلتهم. 246
59 في الوجوه التي استدل بها المانعون عن تقليد غير الأعلم غير ما تقدم. 251
60 في بيان معنى الأعلم. 257
61 إذا شك في اختلافهم في الفتوى فهل يجب الفحص عنه. 258
62 إذا شك في اختلافهم في العلم والفضيلة فهل يجب الفحص عن الأعلم. 260
63 في وجوب تقليد الأورع. 262
64 في تقدم الأعلم على الأورع. 264
65 في اشتراط الحياة في المفتي. 264
66 في تفاصيل المسألة. 267
67 في الاستدلال على عدم جواز تقليد الميت بالأصل وبالإجماع. 269
68 في الاستدلال على جواز تقليد الميت بالاستصحاب. 274
69 في البقاء على تقليد الميت والاستدلال له بالاستصحاب. 279
70 في الاستدلال على جواز تقليد الميت بوجوه أخر غير الاستصحاب. 284
71 في البقاء على تقليد الميت والاستدلال له بدليل آخر غير الاستصحاب. 287
72 في وجوه أخر لكل من تقليد الميت ابتداء واستمرارا. 289
73 في العدول عن مجتهد إلى مجتهد آخر. 291
74 في شرائط المجتهد. 293