تهذيب الأصول - تقرير بحث السيد الخميني ، للسبحاني - ج ٣ - الصفحة ١٥٥
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بارئ النفوس ومفيض النعم، والصلاة على نبيه وآله خيرة الأمم، وعلي الدعاة إلى طريقته الحقة وشريعته المتقنة وسلم تسليما.
اما بعد: فان هذه درر وفرائد. وغرر وفوائد التقطتها من بحث سيدنا العلامة الأستاذ الأكبر آية الله العظمى: الحاج آغا روح الله الخميني دامت اظلاله عندما انتهى بحثه إلى مباحث الاجتهاد والتقليد، ولما كان ما افاده (دام ظله) غزير المادة، طويل الذيل، كثير النفع، أحببت ان افرزه عما تقدمه من المباحث فجاء بحمد الله رسالة تامة كافلة لبيان ما هو الأهم من المسائل.
قال دام ظله: ان دين الاسلام من أثبت الطرق دعائمه وأوضح المذاهب شوارعه، عزز جامعة البشر - في أحوج أوقاتها إلى مصلح يهديها بعلمه الجم إلى طريق الصلاح ويضمن لها نتائج النجاح - بوضع قوانين كلية، ودستورات واضحة، يحصل بها حياتها وتتكفل سعادتها الفردي والاجتماعي.
ثم إن من أهم ما يحتاج إليه البشر في حفظ نواميسه ونفوسه واجتماع شتات أموره ومتفرقاته، هو جعل قائد بينهم يجب على الكل إطاعة قوله، وتبعية فعله، وهو الذي يعبر عنه في لسان الشرع والمتشرعة - بالحاكم والسائس - فللحرص على هذا النظام البشرى والترتيب المدني أصدرت حكومة الشرع العالية، قانون الحكومة، فعينت لأمهات المناطق حكاما كبارا يضمنون سياسة المنطقة في داخلها وخارجها ويحفظون توازن الجمعية في كافة حركاتها، حفظا لها عن التلف والاندحار، وسفك الدماء، وقتل النفوس وتطرق اللصوص إليها من داخل وخارج حتى ينتظم
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست