تهذيب الأصول - تقرير بحث السيد الخميني ، للسبحاني - ج ٣ - الصفحة ١٥٢
حقيقيا لا اضافيا وليس كذلك فان الحصر في الجملتين اضافي في مقابل الدرهم والدينار كما هو لائح منهما عند الامعان، على أنه لا يصح الحمل على الحصر الحقيقي، لانهم (ع) لم يورثوا العلم والحديث فقط، بل أورثوا أمورا غيرهما من الزهد والتقوى، كما أورثوا الولاية والقضاء.
والأولى في دفعه ان يقال: إن قوله العلماء ورثة الأنبياء جملة خبرية بحتة، ويصح في صدقه إذا كان العلماء ورثة لهم في العلم والحديث، نعم لو كان بصدد الانشاء والجعل، أمكن دعوى اطلاقه وان حذف متعلقه، مفيد لعموميته على اشكال فيه أيضا كما لا يخفى (1) هذا وقد ادعى النراقي تواتر مضمونهما ونحن لم نقف علي غير ما ذكرنا.
3 - مشهورة أبى خديجة (2) قال بعثني أبو عبد الله (ع) إلى أصحابنا فقال قل لهم إياكم إذا وقعت بينكم خصومة أو تدارئ في شئ من الاخذ والعطاء ان تحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفساق، اجعلوا بينكم رجلا قد عرف حلالنا وحرامنا

(١) أضف إلى ذلك ان قوله: العلماء ورثة الأنبياء لا يخلو اما أن يكون انشاءا أو اخبارا، فعلى الأول فهي انما يتم في الأمور القابلة للجعل كمناصب الولاية والقضاء لا في مثل العلم والحديث والتحلي بالفضائل التي هي من أوضح ما أورثوه، ولا يحصل الا بالاكتساب وبذل الجهد، لا بالانشاء اللفظي فعلى الثاني، فهو يكشف عن سبق الجعل لمثل الولاية والقضاء فلابد من الاتباع للمكشوف ولحاظه سعة وضيقا وحيث لا طريق إلى لحاظه فلابد من الاكتفاء بالقدر المتيقن وهو لا يفيد الا طفيفا - المؤلف.
(2) انما سميت مشهورة لاشتهار العمل بها على ما قيل وإن كانت ضعيفة السند و دونك سندها: روى الشيخ باسناد صحيح عن محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد (بن عيسى) عن الحسين بن سعيد عن أبي الجهم عن أبي خديجة، ورجال الرواية كلهم ثقات، غير أن المظنون ارسال الرواية إذ يبعد ان يروى الحسين بن سعيد الذي أدرك عصر الرضا والجوادين، عن أبي الجهم الذي هو بكير بن أعين وقد مات في حياة الصادق (ع) بلا واسطة، كما هو غير خفى على من لاحظ طبقات الرواة - منه دام ظله.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست