عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١١٥

____________________
هذا الكوز من عندي، فيرفعه ثم يضعه في موضعه الأول، ويعتل بأنك ما أمرتني الا بالرفع وأنا رفعته.
فان قيل: بعض العقلاء يفعلون مثل ذلك كما في الحيل التي يتخلص بها المشتاق إلى اقراض الربا وإقراضه، والمشتاق إلى منع الخمس والزكاة عن ظاهرها، كأن يباع ما يعلم البائع والمشتري انه لا يسوى الا بدرهم بألف دينار بملاحظة ما يقرضه البائع، أو يقصد انه يحسب الألف دينار من الخمس والزكاة وانه ليس الا لتغيير الصورة لا الحقيقية.
قلنا: بعض من يفعل ذلك، لم يباشر أهل العرف بقدر ما يعلم به ذلك، وبعضهم يعملون ويفعلون بمقتضى هواهم. قال تعالى في سورة يونس: " وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا ان رسلنا يكتبون ما تمكرون " (1).
عبر عن ارسال الكتبة لاعمالهم، أو عن خذلانهم باعطائهم المال، مع علمه تعالى بأنه يفضي إلى مكرهم بالمكر، ومن عجيب مكرهم في آيات الله تعالى ما مكروا في آية سورة البقرة: " الذين يأكلون الربوا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل الربوا وأحل الله البيع وحرم الربوا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فاؤلئك أصحاب النار هم فيها خالدون " (2).
فان هذه الآية تسمى في أحاديث أهل البيت عليهم السلام بينة كما في الكافي في كتاب الايمان والكفر، في الثالث، والثامن، والعاشر من كتاب الكبائر، وفي كتاب المعيشة في الأول من باب السحت، فإنهم عليهم السلام عدوا في تلك الأحاديث

(1) يونس " 21 (2) البقرة: 275
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 121 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367