عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٨٦
السامع لذلك إذا تأمله كان أقرب إلى معرفة المدلول عليه، كما انه عند النظر في الدلالة كذلك. وتوصف الشبهة بأنها دلالة مجازا، ولهذا يقال دلالة المخالف. ومن حق الدلالة أن تكون معلومة للمستدل بها على الوجه الذي تدل على ما تدل عليه، حتى يمكنه الاستدلال بها، ولا فرق بين أن يعلم ذلك]
____________________
{1} قوله (ومن حق الدلالة ان تكون معلومة للمستدل بها على الوجه الذي تدل) العائد إلى الموصول محذوف، والمراد (الوجه الذي تدل به على ما تدل عليه).
واعلم ان للدليل بالنسبة إلى المدلول عليه حالتين: (الأولى) أن يكون متحققا مستلزما تحققه، لتحقق المدلول عليه. سواء كان الاستلزام لذاته مع قطع النظر عما عداه، أو لاجتماعه مع شئ آخر.
والمنطقيون خصصوا الاستلزام بالأول، ولم يعتبروا فيه التحقق، فبين الدليل على اصطلاحنا، والدليل على اصطلاحهم، عموم من وجه.
(الثانية) كون العلم به موصلا إلى العلم بالمدلول عليه، اما بالنظر، و سيجيئ تفسيره وانه يستلزم الصحيح منه العلم أو لغيره، كما تكون الحركة الذهنية فيه، لا يقصد تحصيل شئ سواء كان ايصاله لذاته مع قطع النظر عما عداه. أو لاجتماعه مع العلم بشئ آخر.
والمنطقيون خصصوا ايصاله إلى العلم بالأول، والحالة الثانية أخص مطلقا من الأولى، لان أحد المتضايفين يستلزم تحققه، تحقق الاخر، ولا يصلح لكونه دليلا عليه.
وما تحصل به الحالة الثانية، هو الوجه الذي تدل على ما تدل عليه. وهو
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367