عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١١٤
ويعلم قبح كثير من المقبحات، مثل الظلم المحض، والكذب العاري من نفع ودفع ضرر، والعبث وغير ما عددناه {1}، ويعلم تعلق الفعل بالفاعل (2) وقصد المخاطبين، {3}]
____________________
العقاب وتوهموا اشتمال القاعدة عليه.
وبعضهم أقروا باستحقاق الذم على الترك، وانكروا كونه نفس الفعل بدون ملاحظة العادات والشرايع. ومقصود المصنف أصل استحقاق الذم على الترك ولم ينكره أحد. واحترز بقوله (كثير) عن الواجبات الشرعية والتجربية والعادية فان العلم بوجوبها لا يلزم العقل المبحوث عنه هنا.
{1} قوله (وغير ما عددناه) أي من المحسنات والمقبحات الداخلة في ضابطة (الكثير) المذكورة.
{2} قوله (ويعلم تعلق الفعل بالفاعل) أي كون حادث له محدث، اما بلا واسطة أو بواسطة ما هو موجب، فلا ينافي هذا ذهاب بعض العقلاء إلى كون الافعال المولدة حوادث، لا محدث لها، كثمامة بن أشرس (4).
{3} قوله (وقصد المخاطبين) بكسر الطاء أي المتكلمين. والمراد العلم بالمتداول من اللغة التي فشا بين أهلها، ويمكن أن يدخل فيه العلم بعدم حمل اللفظ على محض منطوقه فيما يعلم بمجرى العادة إلى القصد، إلى زائد مع معاشرة أهل العرف والعادة. كأن يقول السيد لعبده المعاشر للناس: ارفع

(٤) قال ابن النديم في الفهرست ٢٠٧: هو أبو بشر ثمامة بن أشرس النميري من بنى نمير صليبة من جلة المتكلمين من المعتزلة، كاتب بليغ، بلغ من المأمون منزلة جليلة، وأراده على الوزارة فامتنع. وكناه ابن حجر في لسان الميزان ٢: ٨٣ بأبى معن.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 121 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367