عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٢٨
[فالحسن على ضربين: ضرب منه: ليس له صفة زائدة على حسنه {1} وذلك يوصف بأنه مباح، {2}]
____________________
اللهم الا أن يكون (إذا) ظرفا ل‍ (قال) ولا يكون من تتمة عبارة القوم، و يكون إشارة إلى اعتراض عليهم، بناءا على الاحتمال الثاني، وهذا النزاع يشبه النزاع في مدلولات الالفاظ.
{1} قوله (ضرب منه ليس له صفة زائدة على حسنه) المتبادر منه كونه في أقل مراتب الحسن، وفيه أنه ينافي الحصر في الحسن والقبيح، وجعل المكروه خارجا عن القبيح كما سيذكره. ويحتمل أن يكون المراد عدم استحقاق المدح على فعله وتركه، ويلزمه عدم استحقاق الذم على فعله وتركه.
{2} قوله (وذلك يوصف بأنه مباح) قد مر سابقا امتناع تحقق المباح العقلي في حق الله تعالى للزوم العبث، وهو ممتنع في حق العباد أيضا كذلك لان العبث وان كان لا يذم العباد عليه مطلقا بل إذا كان في حصوله مشقة، فإنه لا يذم العباد عرفا على تحريك أنملة بدون نفع، أو لحظة زائدة، ولو ذمهم ذام على ذلك، لاستحق الذام الذم. لكن لا شك أن تركه أولى من فعله، فيمدح تاركه. وان لم تكن فيه مشقة فيدخل في المكروه لا في المباح.
واما المباح الشرعي فلا شك في تحققه في حق العباد، وخلاف الكعبي (3) ليس فيه، فإنه انما توهم ان كل مباح باعتبار، واجب باعتبار آخر. وربما نقل عنه انه قال: كل مباح مأمور به. واستدل عليه على ما قيل: بأن كل مباح

(3) أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي كان رأس طائفة من المعتزلة يقال لهم الكعبية، وهو صاحب مقالات، وله اختيارات في علم الكلام توفى سنة (317 ه‍).
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367