عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٢١

____________________
وكل من يطوف بالليل فهو سارق) امارة يستلزم الظن به، الظن بالنتيجة قطعا ويكفي الاحتمال. ولا يخفى ان الظن في كبرى هذا المثال غير متحقق فيمن يظن بالسرقة لامارة الطواف بالليل. بل العلم بكذبها حاصل له. ولا ينافي ذلك علمه، بأن الغالب في الطائف بالليل انه سارق. فالأولى جعل الامارة ما قلناه، واستلزام الظن بالملزوم للظن باللازم كليا ممنوع كما سيجئ في (فصل في أن الاخبار قد يحصل عندها العلم).
ثم لو فرضنا ان الظن بهما مستلزم للظن بالنتيجة، فليس النظر فيهما مستلزما له كما يظهر مما حررنا سابقا، لان الظن بهما خارج عن حقيقة النظر، وليس من جنسه ولا لازما له. ولذا قد ينظر جماعة في امارة واحدة، من جهة واحدة بدون تفاوت فيما يرجع إلى النظر، ويحصل لأحدهم الظن دون الآخرين.
كما ذكره المصنف.
قال سيدنا الاجل المرتضى رحمه الله تعالى في الذريعة: ويمضي في الكتب كثيرا ان حصول الظن عند النظر في الامارة ليس بموجب عن النظر كما نقوله في العلم الحاصل عند النظر في الدلالة بل يختاره الناظر في الامارة لا محالة لقوة الداعي، وليس ذلك بواضح، لأنهم انما يعتمدون في ذلك على اختلاف الظنون من العقلاء والامارة واحدة، وهذا يبطل باختلاف العقلاء في الاعتقادات، والدلالة واحدة. فان ذكروا اختلال الشروط وعند تكاملها يجب العلم أمكن أن يقال مثل ذلك بعينه في النظر في الامارة. (انتهى) (1).
وفيه: ان الفرق بين الدليل والامارة، ان الدليل إذا نظر فيه من الوجه الذي يدل لم يكن انضمام أمر من الخارج إليه، يصرف الناظر عن العلم بالمدلول ولا يحتاج استلزامه للعلم إلى عدم المانع كما مر عند قول المصنف (والنظر في

(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 121 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367