من كان أقوى منهم وأعظم ومعنى هل أتاك ان اعتبر هذا أول ما أتاه عليه الصلاة والسلام من حديثه عليه السلام ترغيب له عليه الصلاة والسلام في استماع حديثه كأنه قيل هل أتاك حديثه أنا أخبرك به وان اعتبر اتيانه قبل هذا وهو المتبادر من الايجاز في الاقتصاص حمله عليه الصلاة والسلام على أن يقر بأمر يعرفه قبل ذلك كأنه قيل أليس قد أتاك حديثه وقوله تعالى إذ ناداه ربه بالواد المقدس ظرف للحديث لا للاتيان لاختلاف وقتيهما طوى بضم الطاء غير منون وقرئ منونا وقرئ بالكسر منونا وغير منون فمن نونه أوله بالمكان دون البقعة وقيل هو كثنى مصدر لنادي أو المقدس اي ناداه ندائين أو المقدس مرة بعد أخرى اذهب إلى فرعون على إرادة القول وقيل هو تفسير للنداء أي ناداه اذهب وقيل هو على حذف أن المفسرة ويدل عليه قراءة عبد الله ان اذهب لأن في النداء معنى القول انه طغى تعليل للأمر أو لوجوب الامتثال به فقل بعدما أتيته هل لك رغبة وتوجه إلى أن تزكى بحذف احدى التاءين من تتزكى اي تتطهر من دنس الكفر والطغيان وقرئ تزكى بالتشديد وأهديك إلى ربك وأرشدك إلى معرفته عز وجل فتعرفه فتخشى إذ الخشية لا تكون الا بعد معرفته تعالى قال عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء وجعل الخشية غاية للهداية لأنها ملاك الأمر من خشي الله تعالى أتى منه كل خير ومن أمن اجتر على كل شر أمر عليه الصلاة والسلام بأن يخاطبه بالاستفهام الذي معناه العرض ليستدعيه بالتلطف في القول ويستنزله بالمداراة من عتوه وهذا ضرب تفصيل لقوله تعالى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى والفاء في قوله تعالى فأراه الآية الكبرى فصيحة تفصح عن جمل قد طويت تعويلا على تفصيلها في السور الأخرى فإنه عليه الصلاة والسلام ما أراه إياها عيب هذا الأمر بل بعد ما جرى بينه وبين الله تعالى ما جرى من الاستدعاء والإجابة وغيرهما من المراجعات وبعد ما جرى بينه وبين فرعون ما جرى من المحاورات إلى أن قال ان كنت جئت بآية فأت بها ان كنت من الصادقين والإراءة اما بمعنى التبصير أو التعريف فان اللعين حين أبصرها عرفها وادعاء سحريتها انما كان إراءة منه واظهارا للتجلد ونسبتها اليه عليه الصلاة والسلام بالنظر إلى الظاهر كما أن نسبتها إلى نون العظمة في قوله تعالى ولقد أريناه آياتنا بالنظر
(٩٩)