تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٦ - الصفحة ٢٨٩
«قيل لها ادخلي الصرح» الصرح القصر وقيل صحن الدار روي أن سليمان عليه السلام أمر قبل قدومها فبنى له على طريقها قصر من زجاج أبيض وأجرى من تحته الماء وألقى فيه من دواب البحر السمك وغيره ووضع سريره في صدره فجلس عليه وعكف عليه الطير والجن والإنس وإنما فعل ذلك ليزيدها استعظاما لأمه وتحققا لنبوته وثباتا على الدين وزعموا أن الجن كرهوا أن يتزوجها فتفضى إليه بأسرارهم لأنها كانت بنت جنية وقيل خافوا أن يولد له منها ولد يجتمع له فطنة الجن والإنس فيخرجون من ملك سليمان عليه السلام إلى ملك هو أشد وأفظع فقالوا إن في عقلها شيئا وهي شعراء الساقين ورجلها كحافر الحمار فاختبر عقلها بتنكير العرش واتخذ الصرح ليتعرف ساقها ورجلها «فلما رأته» وهو حاضر بين يديها كما يعرب عنه الأمر بدخولها وأحاطت بتفاصيل أحواله خبرا «حسبته لجة وكشفت عن ساقيها» وتشمرت لئلا تبتل أذيالها فإذا هي أحسن الناس ساقا وقدما خلا أنها شعراء قيل هي السبب في اتخاذ النورة أمر بها الشياطين فاتخذوها واستنكحها عليه الصلاة والسلام وأمر الجن فبنوا لها سيلحين وغمدان وكان يزورها في الشهر مرة ويقيم عندها ثلاثة أيام وقيل بل زوجها ذا تبع ملك همدان وسلطه على اليمن وأمر زوبعة أمير جن اليمن أن يطيعه فبنى له المصانع وقرئ سأفيها حملا للمفرد على الجمع في سؤق وأسؤق «قال» عليه الصلاة والسلام حين رأى ما اعتراها من الدهشة والرعب «أنه» أي ما توهمته ماء «صرح ممرد» أي مملس «من قوارير» من الزجاج «قالت» حين عاينت تلك المعجزة أيضا «رب إني ظلمت نفسي» بما كنت عليه إلى الآن من عبادة الشمس وقيل بظنى بسليمان حيث ظنت أنه يريد إغراقها في اللجة وهو بعيد «وأسلمت مع سليمان» تابعة له مقتدية به وما في قوله تعالى «لله رب العالمين» من الالتفات إلى الاسم الجليل ووصفه بربوبية العالمين لإظهار معرفتها بألوهيته تعالى وتفرده باستحقاق العبادة وربوبيته لجميع الموجودات التي من جملتها ما كانت تعبده قبل ذلك من الشمس «ولقد أرسلنا» عطف على قوله تعالى ولقد آتينا داود وسليمان علما مسوق لما سيق هو له من تقرير أنه عليه الصلاة والسلام يلقى القرآن من لدن حكيم عليم فإن هذه القصة أيضا من جملة القرآن الكريم الذي لقيه عليه الصلاة والسلام واللام جواب قسم محذوف أي وبالله لقد أرسلنا «إلى ثمود أخاهم صالحا» وأن في قوله تعالى «أن اعبدوا الله» مفسرة لما في الإرسال من معنى القول أو مصدرية حذف عنها الباء وقرئ بضم النون اتباعا لها للباء «فإذا هم فريقان يختصمون» ففاجئوا التفرق والاختصام فآمن فريق وكفر فريق والواو لمجموع الفريقين «قال» عليه
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سورة طه) قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. 2
2 قوله تعالى: منها خلقناكم وفيها نعيدكم الآية. 22
3 قوله تعالى: وما أعجلك عن قومك يا موسى. 33
4 قوله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم الآية. 43
5 (سورة الأنبياء - الجزء السابع عشر) قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم الآية. 53
6 قوله تعالى: ومن يقل منهم أني إله الآية. 64
7 قوله تعالى: وقد آتينا إبراهيم رشده الآية. 72
8 قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه الآية. 81
9 (سورة الحج) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية. 91
10 قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية. 101
11 قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا الآية. 108
12 قوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية. 116
13 (سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر) قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون. 133
14 قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون. 134
15 قوله تعالى: ولو رحمناهم الآية. 145
16 (سورة النور) قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها الآية. 155
17 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا الآية. 164
18 قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض الآية. 175
19 قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم الآية. 188
20 (سورة الفرقان) قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان الآية 200
21 [الجزء التاسع عشر] قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا الآية 210
22 قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين الآية. 225
23 (سورة الشعراء) قوله تعالى: طسم تلك آيات الكتاب المبين. 233
24 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى الآية 244
25 قوله تعالى: قالوا أنؤمن لك الآية 254
26 أوفوا الكيل ولا تكونوا الآية 262
27 (سورة النمل) قوله تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين. 271
28 قوله تعالى: قال سننظر أصدقت الآية. 282
29 [الجزء العشرون] قوله تعالى: فما كان جواب قومه الآية 292
30 قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا الآية 300