تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٦ - الصفحة ٢٨٤
«قالت» كررت حكاية قولها للإيذان بغاية اعتنائها بما في حيزه من قولها «يا أيها الملأ أفتوني في أمري» أي أجيبوني في أمري الذي حزبني وذكرت لكم خلاصته وعبرت عن الجواب بالفتوى التي هي الجواب في الحوادث المشكلة غالبا تهويلا للأمر ورفعا لمحلهم بالإشعار بأنهم قادرون على حل المشكلات الملمة وقولها «ما كنت قاطعة أمرا» أي من الأمور المتعلقة بالملك «حتى تشهدون» أي إلا بمحضركم وبموجب آرائكم استعطاف لهم واستمالة لقلوبهم لئلا يخالفوها في الرأي والتدبير «قالوا» استئناف مبني على سؤال نشأ من حكاية قولها كأنه قيل فماذا قالوا في جوابها فقيل قالوا «نحن أولوا قوة» في الأجساد والآلات والعدد «وأولو بأس شديد» أي نجدة وشجاعة مفرطة وبلاء في الحرب «والأمر إليك» أي هو موكول إليك «فانظري ماذا تأمرين» ونحن مطيعون لك فمرينا بأمرك نمتثل به ونتبع رأيك وأرادوا نحن من أبناء الحرب لا من أبناء الرأي والمشورة وإليك الرأي والتدبير فانظري ماذا ترين نكن في الخدمة فلما أحست منهم الميل إلى الحراب والعدول عن سنن الصواب شرعت في تزييف مقلتهم المبنية على الغفلة عن شأن سليمان عليه السلام وذلك قوله تعالى «قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية» من القرى على منهاج المقاتلة والحراب «أفسدوها» بتخريب عماراتها وإتلاف ما فيها من الأموال «وجعلوا أعزة أهلها أذلة» بالقتل والأسر والإجلاء وغير ذلك من فنون الإهانة والإذلال «وكذلك يفعلون» تأكيد لما وصفت من حالهم بطريق الاعتراض التذييلي وتقرير له بأن ذلك عادتهم المستمرة وقيل تصديق لها من جهة الله تعالى على طريقة قوله تعالى ولو جئنا بمثله مددا إثر قوله تعالى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي «وإني مرسلة إليهم بهدية» تقرير لرأيها بعدما زيفت آراءهم وأتت بالجملة الاسمية الدالة على الثبات المصدرة بحرف التحقيق للإيذان بأنها مزمعة على رأيها لا يلويها عنه صارف ولا يثنيها عاطف أي وإني مرسلة إليهم رسلا بهدية عظيمة «فناظرة بم يرجع المرسلون» حتى أعمل بما يقتضيه الحال روى أنها بعثت خمسمائة غلام عليهم ثياب الجواري وحليهن الأساور والأطواق والقرطة راكبي خيل مغشاة بالديباج محلاة اللجم والسروج بالذهب المرصع بالجواهر وخمسمائة جارية على رماك في زي الغلمان وألف لبنة من ذهب وفضة وتاجا مكللا بالدر والياقوت المرتفع والمسك والعنبر وحقا فيه درة عذراء وجزعة معوجة الثقب وبعثت رجلا من أشراف قومها المنذر بن عمرو وآخر ذار أي وعقل وقالت إن كان نبيا ميز بين الغلمان والجواري وثقب الدرة نقبا مستويا وسلك في الخرزة خيطا ثم قالت للمنذر إن نظر إليك نظر غضبان فهو ملك فلا يهولنك
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سورة طه) قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. 2
2 قوله تعالى: منها خلقناكم وفيها نعيدكم الآية. 22
3 قوله تعالى: وما أعجلك عن قومك يا موسى. 33
4 قوله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم الآية. 43
5 (سورة الأنبياء - الجزء السابع عشر) قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم الآية. 53
6 قوله تعالى: ومن يقل منهم أني إله الآية. 64
7 قوله تعالى: وقد آتينا إبراهيم رشده الآية. 72
8 قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه الآية. 81
9 (سورة الحج) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية. 91
10 قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية. 101
11 قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا الآية. 108
12 قوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية. 116
13 (سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر) قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون. 133
14 قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون. 134
15 قوله تعالى: ولو رحمناهم الآية. 145
16 (سورة النور) قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها الآية. 155
17 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا الآية. 164
18 قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض الآية. 175
19 قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم الآية. 188
20 (سورة الفرقان) قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان الآية 200
21 [الجزء التاسع عشر] قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا الآية 210
22 قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين الآية. 225
23 (سورة الشعراء) قوله تعالى: طسم تلك آيات الكتاب المبين. 233
24 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى الآية 244
25 قوله تعالى: قالوا أنؤمن لك الآية 254
26 أوفوا الكيل ولا تكونوا الآية 262
27 (سورة النمل) قوله تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين. 271
28 قوله تعالى: قال سننظر أصدقت الآية. 282
29 [الجزء العشرون] قوله تعالى: فما كان جواب قومه الآية 292
30 قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا الآية 300