تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٦ - الصفحة ٢٢٨
الشمس والكواكب الكبار «وقمرا منيرا» مضيئا بالليل وقرئ قمرا أي ذا قمر وهي مع قمراء ولما أن الليالي بالقمر تكون قمرا ضيف إليها ثم حذف وأجرى حكمه على المضاف إليه القائم مقامه كما في قول حسان رضي الله عنه (بردى يضيق بالرحيق السلسل) أي ماء بردى ويحتمل أن يكون بمعنى القمر كالرشد والرشد والعرب والعرب «وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة» أي ذوى خلفة يخلف كل منهما الآخر بأن يقوم مقامه فيما ينبغي أن يعمل فيه أو بأن يعتقبا كقوله تعالى واختلاف الليل والنهار وهي اسم للحالة من خلف كالركبة والجلسة من ركب وجلس «لمن أراد أن يذكر» أي يتذكر آلاء الله عز وجل ويتفكر في بدائع صنعه فيعلم أنه لا بد لها من صانع حكيم واجب الذات رحيم للعباد «أو أراد شكورا» أي أن يشكر الله تعالى على ما فيهما من النعم أو ليكونا وقتين للذاكرين من فاته ورده في أحدهما تداركه في الآخر وقرى أن يذكر من ذكر بمعنى تذكر «وعباد الرحمن» كلام مستأنف مسوق لبيان أو صاف خلص عباد الرحمن وأحوالهم الدنيوية والأخروية بعد بيان حال النافرين عن عبادته والسجود له والإضافة للتشريف وهو مبتدأ خبره ما بعده من الموصول وما عطف عليه وقيل هو ما في آخر السورة الكريمة من الجملة المصدرة الإشارة وقرئ عباد الرحمن أي عباده المقبولون «الذين يمشون على الأرض هونا» أي بسكينة وتواضع وهونا مصدر وصف به ونصبه إما على أنه حال من فاعل يمشون أو على أنه نعت لمصدره أي يمشون هينين ليني الجانب من غير فظاظة أو مشيا هينا وقوله تعالى «وإذا خاطبهم الجاهلون» أي السفهاء كما في قول من قال ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلية * «قالوا سلاما» بيان لحالهم في المعاملة مع غيرهم إثر بيان حالهم في أنفسهم أي إذا خاطبوهم بالسوء قالوا تسليما منكم ومتاركة لا خير بيننا وبينكم شر وقيل سدادا من القول يسلمون به من الأذية والإثم وليس فيه تعرض لمعاملتهم مع الكفرة حتى يقال نسختها آية القتال كما نقل عن أبي العالية وقوله تعالى «والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما» بيان لحالهم في معاملتهم مع ربهم أي يكونون ساجدين لربهم وقائمين أي يحبون الليل كلا أو بعضا بالصلاة وقيل من قرأ شيئا من القرآن في صلاة وإن قل فقد بات ساجدا وقائما وقيل هما الركعتان بعد المغرب والركعتان بعد العشاء وتقديم السجود على القيام لرعاية الفواصل «والذين يقولون» أي في أعقاب صلواتهم أو في عامة أو قاتهم «ربنا اصرف عنا عذاب جهنم
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سورة طه) قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. 2
2 قوله تعالى: منها خلقناكم وفيها نعيدكم الآية. 22
3 قوله تعالى: وما أعجلك عن قومك يا موسى. 33
4 قوله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم الآية. 43
5 (سورة الأنبياء - الجزء السابع عشر) قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم الآية. 53
6 قوله تعالى: ومن يقل منهم أني إله الآية. 64
7 قوله تعالى: وقد آتينا إبراهيم رشده الآية. 72
8 قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه الآية. 81
9 (سورة الحج) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية. 91
10 قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية. 101
11 قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا الآية. 108
12 قوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية. 116
13 (سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر) قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون. 133
14 قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون. 134
15 قوله تعالى: ولو رحمناهم الآية. 145
16 (سورة النور) قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها الآية. 155
17 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا الآية. 164
18 قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض الآية. 175
19 قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم الآية. 188
20 (سورة الفرقان) قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان الآية 200
21 [الجزء التاسع عشر] قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا الآية 210
22 قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين الآية. 225
23 (سورة الشعراء) قوله تعالى: طسم تلك آيات الكتاب المبين. 233
24 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى الآية 244
25 قوله تعالى: قالوا أنؤمن لك الآية 254
26 أوفوا الكيل ولا تكونوا الآية 262
27 (سورة النمل) قوله تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين. 271
28 قوله تعالى: قال سننظر أصدقت الآية. 282
29 [الجزء العشرون] قوله تعالى: فما كان جواب قومه الآية 292
30 قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا الآية 300