تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٦ - الصفحة ٢٣٩
«قال فرعون» لما سمع منه عليه الصلاة والسلام تلك المقالة المتينة وشاهد تصلبه في أمره وعدم تأثره بما قدمه من الإبراق والإرعاد شرع في الاعتراض على دعواه عليه الصلاة والسلام فبدأ بالإستفسار عن المرسل فقال «وما رب العالمين» حكاية لما وقع في عباراته عليه الصلاة والسلام أي أي شيء رب العالمين الذي ادعيت أنك رسوله منكرا لأن يكون للعالمين رب سواه حسبما يعرب عنه قوله أنا ربكم الأعلى وقوله ما علمت لكم من إله غيري وينطق به وعيده عند تمام أجوبته عليه الصلاة والسلام «قال» موسى عليه السلام مجيبا له «رب السماوات والأرض وما بينهما» بتعيين ما أراه بالعالمين وتفصيله لزيادة التحقيق والتقرير وحسم مادة تزوير اللعين وتشكيكه بحمل العالمين على ما تحت مملكته «إن كنتم موقنين» أي إن كنتم موقنين الأشياء محققين لها علمتم ذلك أو إن كنتم موقنين بشيء من الأشياء فهذا أولى بالإيقان لظهوره وإنارة دليله «قال» أي فرعون عند سماع جوابه عليه الصلاة والسلام خوفا من تأثيره في قلوب قومه وإذعانهم له «لمن حوله» من أشراف قومه قال ابن عباس رضي الله عنهما كانوا خمسائة عليهم الأساور وكانت للملوك خاصة «ألا تستمعون» مرائيا لهم أن ما سمعوه من جوابه عليه الصلاة والسلام مع كونه مما لا يليق بأن يعتد به أمر حقيق بأن يتعجب منه كأنه قال ألا تستمعون ما يقوله فاستمعوه وتعجبوا منه حيث يدعى خلاف أمر محقق لا اشتباه فيه يريد به ربوبية نفسه «قال» عليه الصلاة والسلام تصريحا بما كان مندرجا تحت جوابية السابقين «ربكم ورب آبائكم الأولين» وحطا له من ادعاء الربوبية إلى مرتبة المربوبية «قال» أي فرعون لما واجهه موسى عليه السلام بما ذكر غاظه ذلك وخاف من تأثر قومه منه فأراهم أن ما قاله عليه الصلاة والسلام مما لا يصدر عن العقلاء صدا لهم عن قبوله فقال مؤكدا لمقالته الشنعاء بحر في التأكيد «إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون» ليفتنهم بذلك ويصرفهم عن قبول الحق وسماه رسولا بطريق الاستهزاء وأضافه إلى مخاطبيه ترفعا من أن يكون مرسلا إلى نفسه «قال» عليه الصلاة والسلام «رب المشرق والمغرب وما بينهما» قاله عليه الصلاة والسلام تكميلا لجوابه الأول وتفسيرا له
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سورة طه) قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. 2
2 قوله تعالى: منها خلقناكم وفيها نعيدكم الآية. 22
3 قوله تعالى: وما أعجلك عن قومك يا موسى. 33
4 قوله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم الآية. 43
5 (سورة الأنبياء - الجزء السابع عشر) قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم الآية. 53
6 قوله تعالى: ومن يقل منهم أني إله الآية. 64
7 قوله تعالى: وقد آتينا إبراهيم رشده الآية. 72
8 قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه الآية. 81
9 (سورة الحج) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية. 91
10 قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية. 101
11 قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا الآية. 108
12 قوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية. 116
13 (سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر) قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون. 133
14 قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون. 134
15 قوله تعالى: ولو رحمناهم الآية. 145
16 (سورة النور) قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها الآية. 155
17 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا الآية. 164
18 قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض الآية. 175
19 قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم الآية. 188
20 (سورة الفرقان) قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان الآية 200
21 [الجزء التاسع عشر] قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا الآية 210
22 قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين الآية. 225
23 (سورة الشعراء) قوله تعالى: طسم تلك آيات الكتاب المبين. 233
24 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى الآية 244
25 قوله تعالى: قالوا أنؤمن لك الآية 254
26 أوفوا الكيل ولا تكونوا الآية 262
27 (سورة النمل) قوله تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين. 271
28 قوله تعالى: قال سننظر أصدقت الآية. 282
29 [الجزء العشرون] قوله تعالى: فما كان جواب قومه الآية 292
30 قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا الآية 300