الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٦ - الصفحة ٣٣٣
ذلك فمن تابعه على كفره خلى عنه ومن أبى ألقاه في النار فجعل يلقى حتى أتى على امرأة ومعها بنى لها صغير فكأنها أنفت النار فكلمها الصبى فقال يا أمه قعي في النار ولا تقاعسي فألقيت في النار والله ما كانت الا نقطة من نار حتى أفضوا إلى رحمة الله تعالى قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ذكرت أصحاب الأخدود الا تعوذت بالله من جهد البلاء * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن نجى قال شهدت عليا وأتاه أسقف نجران فسأله عن أصحاب الأخدود فقص عليه القصة فقال على أنا أعلم بهم منك بعث نبي من الحبشة إلى قومه ثم قرأ على ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك فدعاهم فتابعه الناس فقاتلهم فقتل أصحابه واخذ فأوثق فانفلت فآنس إليه رجال يقول اجتمع إليه رجال فقاتلهم فقتلوا واخذ فأوثق فخدوا أخدودا في الأرض وجعلوا فيه النيران فجعلوا يعرضون الناس فمن تبع النبي رمى به فيها ومن تابعهم ترك وجاءت امرأة في آخر من جاء معها صبي لها فجزعت فقال الصبى يا أمه اطمري ولا تمارى فوقعت * وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن كهيل قال ذكروا أصحاب الأخدود عند على فقال أما ان فيكم مثلهم فلا تكونن أعجز من قوم * وأخرج عبد بن حميد عن علي بن أبي طالب قال كان المجوس أهل كتاب وكانوا مستمسكين بكتابهم وكانت الخمر قد أحلت لهم فتناول منها ملك من ملوكهم فغلبته على عقله فتناول أخته أو ابنته فوقع عليها فلما ذهب عنه السكر ندم وقال لها ويحك ما هذا الذي أتيت وما المخرج منه قالت المخرج منه ان تخطب الناس فتقول أيها الناس ان الله قد أحل لكم نكاح الأخوات والبنات فإذا ذهب ذا في الناس وتناسوه خطبتهم فحرمته فقام خطيبا فقال يا أيها الناس ان الله أحل لكم نكاح الأخوات أو البنات فقال الناس جماعتهم معاذ الله ان نؤمن بهذا أو نقر به أو جاءنا به نبي أو نزل علينا في كتاب فرجع إلى صاحبته فقال ويحك ان الناس قد أبوا على ذلك قالت إذا أبوا عليك ذلك فابسط فيهم السوط فبسط فيهم السوط فأبوا أن يقروا فرجع إليها فقال قد بسطت فيهم السوط فأبوا ان يقروا قالت فجرد فيهم السيف فجرد فيهم السيف فأبوا ان يقروا قالت خد لهم الأخدود ثم أوقد فيه النيران فمن تابعك فخل عنه فخد لهم أخدودا وأوقد فيه النيران وعرض أهل مملكته على ذلك فمن أبى قذفه في النار ومن لم يأب خلى عنه فأنزل الله فيهم قتل أصحاب الأخدود إلى قوله ولهم عذاب الحريق * وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد ابن حميد ومسلم والنسائي والترمذي عن صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس فقيل لك انك يا رسول الله إذا صليت العصر همست فقال إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته فقال من يقوم لهؤلاء فأوحى الله إليه ان خيرهم بين ان ينتقم منهم وبين ان يسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة فسلط عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا قال وكان إذا حدت بهذا الحديث الآخر قال كان ملك من الملوك وكان لذلك الملك كاهن يكهن له فقال له ذلك الكاهن انظروا إلى غلاما فهما أو قال فطنا لقنا فاعلمه علمي هذا فإني أخاف أن أموت فينقطع هذا العلم منكم ولا يكون فيكم من يعلمه قال فنظروا له على ما صف فأمروه ان يحضر ذلك الكاهن وان يختلف إليه فجعل الغلام يختلف إليه وكان على طريق الغلام راهب في صومعته فجعل الغلام يسال الراهب كلما مر به فلم يزل به حتى أخبره فقال انما أ عبد الله فجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطئ على الكاهن فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام انه لا يكاد يحضرني فأخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب إذا قال لك أين كنت فقل عند أهلي وإذا قال لك أهلك أين كنت فقل عند الكاهن فبينما الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كثيرة قد حبستهم دابة يقال كانت أسدا فاخذ الغلام حجرا فقال اللهم ان كان ما يقول الراهب حقا فأسألك ان أقتل هذه الدابة وان كان ما يقوله الكاهن حقا فأسألك أن لا أقتلها ثم رمى فقتل الدابة فقال الناس من قتلها فقالوا الغلام ففزع الناس وقالوا قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد فسمع أعمى فجاءه فقال له ان أنت رددت بصرى فلك كذا وكذا فقال الغلام لا أريد منك هذا ولكن أرأيت ان رجع عليك بصرك أتؤمن بالذي رده عليك قال نعم فدعا الله فرد عليه بصره فآمن الأعمى فبلغ الملك أمرهم فبعث إليهم فأتى بهم فقال لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتل بها صاحبه فامر بالراهب والرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتله وقتل الآخر بقتلة أخرى
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة شورى 2
2 سورة حم الزخرف 13
3 سورة حم الدخان 24
4 سورة الجاثية 34
5 سورة الأحقاف 37
6 سورة القتال 46
7 سورة الفتح 67
8 سورة الحجرات 83
9 سورة ق 101
10 سورة الذاريات 111
11 سورة الطور 116
12 سورة النجم 121
13 سورة القمر 132
14 سورة الرحمن 139
15 سورة الواقعة 153
16 سورة الحديد 170
17 سورة المجادلة 179
18 سورة الحشر 187
19 سورة الممتحنة 202
20 سورة الصف 212
21 سورة الجمعة 214
22 سورة المنافقون 222
23 سورة التغابن 227
24 سورة الطلاق 229
25 سورة التحريم 239
26 سورة الملك 246
27 سورة ن والقلم 249
28 سورة الحاقة 258
29 سورة سأل سائل 263
30 سورة نوح عليه السلام 267
31 سورة الجن 270
32 سورة المزمل 276
33 سورة المدثر 280
34 سورة القيامة 287
35 سورة الانسان 296
36 سورة المرسلات 302
37 سورة عم يتساءلون 305
38 سورة النازعات 310
39 سورة عبس 314
40 سورة التكوير 317
41 سورة الانفطار 322
42 سورة التطفيف 323
43 سورة الانشقاق 328
44 سورة البروج 331
45 سورة الطارق 335
46 سورة الاعلى 337
47 سورة الغاشية 342
48 سورة الفجر 344
49 سورة البلد 351
50 سورة الشمس 355
51 سورة الليل 357
52 سورة الضحى 360
53 سورة الانشراح 363
54 سورة التين 365
55 سورة اقراء 368
56 سورة القدر 370
57 سورة لم يكن الذين كفروا 377
58 سورة الزلزلة 379
59 سورة العاديات 383
60 سورة القارعة 385
61 سورة التكاثر 386
62 سورة العصر 391
63 سورة الهمزة 392
64 سورة الفيل 394
65 سورة قريش 396
66 سورة الماعون 399
67 سورة الكوثر 401
68 سورة الكافرون 404
69 سورة النصر 406
70 سورة أبى لهب 408
71 سورة الاخلاص 409
72 سورة الفلق 416
73 سورة الناس 420