ان ينادى المنادى إذا جلس الامام على المنبر فلما تباعدت المساكن وكثر الناس أحدث النداء الأول فلم يعب الناس ذلك عليه وقد عابوا عليه حين أتم الصلاة بمنى قال فكنا في زمان عمر نصلى فإذا خرج عمر وجلس على المنبر قطعنا الصلاة وتحدثنا فربما أقبل عمر على بعض من يليه فسألهم عن سوقهم وقدامهم والمؤذن يؤذن فإذا سكت المؤذن قام عمر فتكلم ولم يتكلم حتى يفرغ من خطبته * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة قال هو الوقت * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة قال النداء عند الذكر عزمة * وأخرج أبو الشيخ في كتاب الاذان عن ابن عباس قال الاذان نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع فرض الصلاة يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سيرين قال جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقبل أن تنزل الجمعة قالت الأنصار لليهود يوم تجمعون فيه كل سبعة أيام والنصارى مثل ذلك فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر الله ونشكره فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الاحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة وكانوا يسمون الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم فسموه الجمعة حين اجتمعوا إليه فذبح لهم شاة فتغدوا وتعشوا منها وذلك لقلتهم فأنزل الله في ذلك بعد يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله الآية * وأخرج الدارقطني عن ابن عباس قال أذن النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة قبل أن يهاجر ولم يستطع أن يجمع بمكة فكتب إلى مصعب بن عمير أما بعد فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور فاجمعوا نساءكم وأبناءكم فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين قال فهو أول من جمع حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فجمع بعد الزوال من الظهر وأظهر ذلك * وأخرج أبو داود وابن ماجة وابن حبان والبيهقي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان أباه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم على أسعد بن زرارة فقلت له يا أبتاه أرأيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الاذان للجمعة ما هو قال إنه أول من جمع بنا في نقيع يقال له نقيع الخضمات من حرة بنى بياضة قلت كم كنتم يومئذ قال أربعون رجلا * وأخرج الطبراني عن أبي مسعود الأنصاري قال أول من قدم من المهاجرين المدينة مصعب بن عمير وهو أول من جمع بها يوم الجمعة جمع بهم قبل ان يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اثنا عشر رجلا * وأخرج الزبير بن بكار في اخبار المدينة عن ابن شهاب قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة من قباء فمر على بنى سالم فصلى فيهم الجمعة ببني سالم وهو المسجد الذي في بطن الوادي وكانت أول جمعة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن ماجة عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال إن الله افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومى هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها استخفافا بها أو جحودا لها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له ولا زكاة له ولا حج له ولا صوم له ولا بركة له حتى يتوب فمن تاب تاب الله عليه * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر وابن عباس قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على أعواد المنبر لينتهين أقوام عن ترك الجمعة والجماعات أو ليطمسن الله على قلوبهم وليكتبن من الغافلين * وأخرج ابن أبي شيبة عن سمرة بن جندب مرفوعا من ترك الجمعة من غير عذر طمس على قلبه * وأخرج أحمد والحاكم عن أبي قتادة مرفوعا من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير ضرورة طبع الله على قلبه * واخرج النسائي وابن ماجة وابن خزيمة من حديث جابر مثله * وأخرج أحمد وابن حبان عن أبي الجعد الضمري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر فهو منافق * وأخرج أبو يعلى والمروزي في الجمعة من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأيام عند الله يوم الجمعة أعظم من يوم النحر والفطر وفيه خمس خلال خلق آدم فيه وفيه أهبط من الجنة إلى الأرض وتوفى فيه آدم وفيه ساعة لا يسال العبد فيها ربه الا أعطاه ما لم يسال حراما وفيه تقوم الساعة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ميمون بن أبي شعيب قال أردت الجمعة في زمن الحجاج فتهيأت للذهاب ثم قلت أين أذهب أصلى خلف هذا فقلت مرة أذهب ومرة لا أذهب فاجمع رأيي على الذهاب فناداني مناد من جانب البيت يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
(٢١٨)