والطبراني وابن عساكر عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ظهر القول وخزن العمل وائتلفت الألسن واختلفت القلوب وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العلم عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا الناس أظهروا العلم وضيعوا العمل وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك فأصمهم وأعمى أبصارهم * قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) * أخرج إسحاق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عروة رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها فقال شاب من أهل اليمن بل عليها أقفالها حتى يكون الله يفتحها أو يفرجها فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت فما زال الشاب في نفس عمر رضي الله عنه حتى ولى فاستعان به * وأخرج الدارقطني في الافراد وابن مردويه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها فقال شاب عند النبي صلى الله عليه وسلم بل والله عليها أقفالها حتى يكون الله هو الذي يفكها فلما ولى عمر سال عن ذلك الشاب ليستعمله فقيل قد مات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أفلا يتدبرون القرآن قال إذا والله في القرآن زاجر عن معصية الله قال لم يتدبره القوم ويعقلوه ولكنهم أخذوا بمتشابهه فهلكوا عند ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال ما من عبد الا له أربع أعين عينان في وجهه يبصر بهما دنياه وما يصلحه من معيشته وعينان في قلبه يبصر بهما دينه وما وعد الله بالغيب فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللذين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب وإذا أراد الله بعبد سوأ ترك القلب على ما فيه وقرأ أم على قلوب أقفالها وما من عبد الا وله شيطان متبطن فقار ظهره لا وعنقه على عنقه فاغر فاه على قلبه وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعا إلى قوله وقرأ أم على قلوب أقفالها * وأخرج الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يخلق القرآن في قلوبهم يتهافتون تهافتا قيل يا رسول الله وما تهافتهم قال يقرأ أحدهم فلا يجد حلاوة ولا لذة يبدأ أحدهم بالسورة وانما معه آخرها فان عملوا قالوا ربنا اغفر لنا وان تركوا الفرائض قالوا لا يعذبنا الله ونحن لا نشرك به شيئا أمرهم رجاء ولا خوف فيهم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها * قوله تعالى (ان الذين ارتدوا على أدبارهم) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى قال هم أعداء الله أهل الكتاب يعرفون نعت محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندهم ويجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل ثم يكفرون به الشيطان سول لهم قال زين لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله قال هم المنافقون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى قال اليهود ارتدوا عن الهدى بعد أن عرفوا أن محمد صلى الله عليه وسلم نبي الشيطان سول لهم وأملى لهم قال أملى الله لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله قال يهود تقول للمنافقين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يسرون إليهم انا سنطيعكم في بعض الامر وكان بعض الامر أنهم يعلمون أن محمدا نبي وقالوا اليهودية الدين فكان المنافقون يطيعون اليهود بما أمرتهم والله يعلم أسرارهم قال ذلك سر القول فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم قال عند الموت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الذين ارتدوا على أدبارهم إلى أسرارهم هم أهل النفاق * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يضربون وجوههم وأدبارهم قال يضربون وجوههم وإستاهم ولكن الله كريم يكنى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم قال أعمالهم خبثهم والحسد الذي في قلوبهم ثم دل الله النبي صلى الله عليه وسلم بعد على المنافقين فكان يدعو باسم الرجل من أهل النفاق * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله ولتعرفنهم في لحن القول قال ببغضهم علي بن أبي طالب * واخرج ابن مرويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما كنا نعرف المنافقين
(٦٦)