وقوله تعالى: (وجاء ربك) معناه جاء امره وقضاؤه وقال منذر بن سعيد: معناه ظهوره للخلق هنالك ليس مجئ نقلة وكذلك مجئ الصاخة ومجئ الطامة والملك اسم جنس يريد به جميع الملائكة و (صفا) اي صفوفا حول الأرض يوم القيامة على ما تقدم في غير هذا الموضع و (جئ يومئذ بجهنم) روي في قوله تعالى: (وجئ يومئذ بجهنم) بأنها تساق إلى المحشر بسبعين الف زمام يمسك كل زمام سبعون الف ملك فيخرج منها عنق فينتقي الجبابرة من الكفار في حديث طويل باختلاف ألفاظ.
وقوله تعالى: (يومئذ يتذكر الانسان) معناه: يتذكر عصيانه وما فاته من العمل الصالح وقال الثعلبي: " يومئذ يتذكر الانسان " اي يتعظ ويتوب " وانى له الذكرى " انتهى.
وقوله: (يا ليتني قدمت لحياتي) قال الجمهور: معناه لحياتي الباقية يريد في الآخرة.
(فيومئذ لا يعذب عذابه أحد) اي لا يعذب كعذاب الله أحد في الدنيا ولا يوثق كوثاقه أحد ويحتمل المعنى ان الله تعالى لا يكل عذاب الكافر يومئذ إلى أحد وقرأ الكسائي - بفتح الذال والثاء - اي لا يعذب كعذاب الكافر أحد من الناس ثم عقب تعالى بذكر نفوس المؤمنين وحالهم فقال: (يا أيتها النفس المطمئنة) الآية والمطمئنة معناه: الموقنة غاية اليقين ألا ترى قول إبراهيم عليه السلام (ولكن ليطمئن قلبي) [البقرة: 260] فهي درجة زائدة على الايمان واختلف في هذا النداء متى يقع فقال جماعة: عند خروج روح المؤمن وروي في ذلك حديث و (في عبادي) اي: في عداد عبادي الصالحين وقال قوم: النداء عند قيام الأجساد من القبور فقوله: (ارجعي إلى ربك) معناه بالبعث و " ادخلي في عبادي " اي في الأجساد وقيل: النداء هو الآن