معناه على الكفرة بالله والفوج الفريق من الناس وظاهر الآية أنه لا يلقى في جهنم أحد إلا سئل على جهة التوبيخ.
وقوله سبحانه: (إن أنتم إلا في ضلال كبير) يحتمل أن يكون من قول الملائكة ويحتمل أن يكون من تمام كلام الكفار للنذر قال الفخر وقوله - تعالى - عنهم (لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) قيل إنما جمعوا بين السمع والعقل [لأن مدار التكليف على أدلة السمع والعقل] انتهى.
وقوله سبحانه (الذين يخشون ربهم بالغيب) يحتمل معنيين: أحدهما بالغيب الذي أخبروا به من النشر والحشر والجنة والنار فآمنوا بذلك وخشوا ربهم فيه ونحا إلى هذا قتادة والمعنى الثاني: أنهم يخشون ربهم إذا غابوا عن أعين الناس أي في خلواتهم في صلاتهم وعباداتهم.
وقوله تعالى: (وأسروا قولكم...) الآية خطاب لجميع الخلق و (ذلولا) بمعنى مذلولة و (مناكبها) قال مجاهد هي الطرق والفجاج وقال البخاري (مناكبها) جوانبها قال الغزالي رحمه الله جعل الله سبحانه الأرض ذلولا لعباده لا ليستقروا في مناكبها بل ليتخذوها منزلا فيتزودون منها محترزين من مصائدها ومعاطبها ويتحققون أن العمر يسير بهم سير السفينة براكبها فالناس في هذا العالم سفر وأول منازلهم المهد وآخرها اللحد والوطن هو الجنة أو النار والعمر مسافة السفر فسنوه وسلم مراحله وشهوره