قال: (السابقون) الثاني صفة و (المقربون) معناه: من الله سبحانه في جنة عدن فالسابقون معناه الذين قد سبقت لهم السعادة وكانت أعمالهم في الدنيا سبقا إلى أعمال البر وإلى ترك المعاصي فهذا عموم في جميع الناس وخصص المفسرون في هذه أشياء تفتقر إلى سند قاطع وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن السابقين؟ فقال " هم الذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سئلوه بذلوه وحكموا للناس بحكمهم لأنفسهم " والمقربون عبارة عن أعلى منازل البشر في الآخرة قال جماعة من أهل العلم هذه الآية متضمنة أن العالم يوم القيامة على ثلاثة أصناف.
وقوله سبحانه: (ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين) الثلاثة الجماعة قال الحسن بن أبي الحسن وغيره: المراد السابقون من الأمم والسابقون من هذه الأمة وروي أن الصحابة حزنوا لقلة سابقي هذه الأمة على هذا التأويل فنزلت الآية: (ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين) [الواقعة: 39 - 40] فرضوا وروي عن عائشة أنها تأولت: أن الفرقتين في أمة كل نبئ هي في الصدر ثلة وفي آخر الأمة قليل وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه: " الفرقتان في أمتي فسابق أول الأمة ثلة وسابق سائرها إلى يوم القيامة قليل " قال السهيلي وأما آخر من يدخل الجنة وهو آخر أهل النار خروجا منها فرجل اسمه جهينة فيقول أهل الجنة تعالوا نسأله فعند جهينة الخبر اليقين فيسألونه هل بقي في النار أحد بعدك ممن يقول لا إله إلا الله وهذا حديث ذكره الدارقطني من طريق مالك بن أنس يرفعه بإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره في كتاب رواة مالك بن أنس رحمه الله انتهى.
وقوله تعالى: (على على سرر موضونة) أي: منسوجة بتركيب بعض أجزائها على