(ت) وقال الثعلبي (فارتقبهم) أي انتظرهم ما يصنعون (ونبئهم أن الماء قسمة بينهم) وبين الناقة لها شرب ولهم شرب يوم معلوم و (محتضر) معناه:
محضور مشهود متواسي فيه وقال مجاهد: (كل شرب) أي من الماء يوما ومن لبن الناقة يوما محتضر لهم فكأنه أنبأهم بنعمة الله سبحانه عليهم في ذلك و (صاحبهم) هو قدار بن سالف و (تعاطى) مطاوع " عاطي " فكان هذه الفعلة تدافعها الناس وأعطاها بعضهم بعضا فتعاطاها هو وتناول العقر بيده قاله ابن عباس وقد تقدم قصص القوم و " الهشيم " ما تفتت وتهشم من الأشياء و (المحتظر) معناه: الذي يصنع حظيرة قاله ابن زيد وغيره وهي مأخوذة من الحظر وهو المنع والعرب وأهل البوادي يصنعونها للمواشي وللسكنى أيضا من الأغصان والشجر المورق والقصب ونحوه وهذا كله هشيم يتفتت أما في أول الصنعة وأما عند بلى الحظيرة وتساقط أجزائها وقد تقدم قصص قوم لوط والحاصب مأخوذ من الحصباء.
وقوله: (فتماروا) معناه تشككوا وأهدى بعضهم الشك إلى بعض بتعاطيهم مع الشبه والضلال و (النذر) جمع نذير وهو المصدر ويحتمل أن يراد بالنذر هنا وفي قوله (كذبت قوم لوط بالنذر) جمع نذير الذي هو اسم فاعل.
وقوله سبحانه: (فطمسنا أعينهم) قال قتادة هي حقيقة جر جبريل شيئا من جناحه على أعينهم فاستوت مع وجوههم قال أبو عبيدة مطموسة بجلدة كالوجه وقال ابن عباس والضحاك هذه استعارة وإنما حجب إدراكهم فدخلوا المنزل ولم يروا شيئا فجعل ذلك كالطمس.
وقوله (بكرة) قيل: عند طلوع الفجر.