الجفون والغمز بالعين أو النظرة التي تفهم معنى ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم [لأصحابه في شأن رجل ارتد ثم جاء ليسلم " هلا قام إليه رجل منكم حين تلكأت عنه فضرب عنقه فقالوا:
يا رسول الله الا أومأت إلينا فقال صلى الله عليه وسلم] ما ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين " وفي بعض الكتب المنزلة من قول الله عز وجل أنا مرصاد الهمم انا العالم بمجال الفكر وكسر الجفون وقال مجاهد (خائنة الأعين) مسارقة النظر إلى ما لا يجوز ثم قوى تعالى هذا الاخبار بقوله (وما تخفي الصدور) بما لم يظهر على عين ولا غيرها وأسند أبو بكر بن الخطيب عن مولى أم معبد الخزاعية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو " اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " انتهى قال القشيري في " التحبير " ومن علم اطلاع الحق تعالى عليه يكون مراقبا لربه وعلامته أن يكون محاسبا لنفسه ومن لم تصح محاسبته لم تصح مراقبته وسئل بعضهم عما يستعين به العبد على حفظ البصر فقال يستعين عليه بعلمه ان نظر الله إليه سابق على نظره إلى ما ينظر إليه انتهى.
وقوله سبحانه: (والله يقضي بالحق) أي يجازي الحسنة بعشر والسيئة بمثلها وينصف المظلوم من الظالم إلى غير ذلك من أقضية الحق والعدل والأصنام لا تقضي بشئ ولا تنفذ أمرا و (يدعون) معناه يعبدون.