تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٥ - الصفحة ٢١
قالوا (1) اتبعنا رسول الله واطرحوا * قول الرسول وعالوا في الموازين أي جاروا. وقال أبو طالب:
بميزان صدق لا يغل (2) شعيرة * له شاهد من نفسه غير عائل يريد غير مائل. وقال آخر:
ثلاثة أنفس وثلاث ذود * لقد عال الزمان على عيالي (3) أي جار ومال. وعال الرجل يعيل إذا افتقر فصار عالة. ومنه قوله تعالى: (وإن خفتم عيلة (4)). ومنه قول الشاعر:
وما يدري الفقير متى غناه * وما يدرى الغنى متى يعيل (5) وهو عائل وقوم عيلة، والعيلة والعالة الفاقة، وعالني الشئ يعولني إذا غلبني وثقل علي، وعال الامر اشتد وتفاقم. وقال الشافعي: (ألا تعولوا) ألا تكثر عيالكم. قال الثعلبي:
وما قال هذا غيره، وإنما يقال: أعال يعيل إذا كثر عياليه. وزعم ابن العربي أن عال على سبعة معان لا ثامن لها، يقال: عال مال، الثاني زاد، الثالث جار، الرابع افتقر، الخامس أثقل، حكاه ابن دريد. قالت الخنساء:
* ويكفي العشيرة (6) ما عالها * السادس عال قام بمؤونة العيال، ومنه قوله عليه السلام: (وابدأ بمن تعول). السابع عال غلب، ومنه عيل صبره (7). أي غلب. ويقال: أعال الرجل كثر عياليه. وأما عال بمعنى كثر عياله فلا يصح.

(1) في اللسان مادة عول: انا تبعنا... الخ.
(2) في ج: يخيس. وفي ابن عطية رواية:
بميزان قسط لا يخيس شعيرة * ووازن صدق وزنه غير عائل (3) البيت للحطيئة. وفيه شاهد آخر، وهو تذكير الثلاثة والنفس مؤنثة لحملها على معنى الشخص وثلاث ذود:
أنوق كان يقوم بها على عياله ففضلت له، في ب وى وط د: نحن ثلاثة. وهي رواية الأغاني ج 2 ص 173 (4) راجع ج 8 ص 106 (5) البيت لأحيحة بن الجلاح وبعده:
وما تدرى إذا أزمعت أمرا * بأي الأرض يدركك المقيل (6) في ديوانها:
وما كان أدنى ولكنه * سيكفي العشيرة ما عالها (7) في ب وه‍: صبري.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست