إن كانت مستوية. وقال مالك: محكمة فكان؟ منسوخة. وقيل: ليس المراد بأخير التفضيل، لان كلام الله لا يتفاضل، وإنما هو مثل قوله: " من جاء بالحسنة فله خير منها (1) " أي فله منها خير، أي نفع وأجر، لا الخير الذي هو بمعنى الأفضل، ويدل على القول الأول قوله:
" أو مثلها ".
قوله تعالى: ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير (107).
قوله تعالى: " ألم تعلم " جزم بلم، وحروف الاستفهام لا تغير عمل العامل، وفتحت " أن " لأنها في موضع نصب. " له ملك السماوات والأرض " أي بالايجاد والاختراع، والملك والسلطان، ونفوذ الامر والإرادة. وارتفع " ملك " بالابتداء، والخبر " له " والجملة خبر " أن ". والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته، لقوله: " وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير " وقيل: المعنى أي قل لهم يا محمد ألم تعلموا أن لله سلطان السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي، من وليت أمر فلان، أي قمت به، ومنه ولي العهد، أي القيم بما عهد إليه من أمر المسلمين. ومعنى " من دون الله " سوى لله وبعد الله، كما قال أمية بن أبي الصلت:
يا نفس ما لك دون الله من واق * وما على حدثان الدهر من باق وقراءة الجماعة " ولا نصير " بالخفض عطفا على " ولي " ويجوز " ولا نصير " بالرفع عطفا على الموضع، لان المعنى ما لكم من دون الله ولي ولا نصير.
قوله تعالى: أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالأيمن فقد ضل سواء السبيل (108).
قوله تعالى: " أم تريدون " هذه " أم " المنقطعة التي بمعنى بل، أي بل تريدون، ومعنى الكلام التوبيخ. " أن تسألوا " في موضع نصب ب " تريدون ". " كما سئل " الكاف في موضع