قوله تعالى وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض إلى آخر الآية الاستفهام للتعجيب والافضاء هو الاتصال بالمماسة وأصله الفضاء بمعنى السعة.
ولما كان هذا الاخذ إنما هو بالبغي والظلم ومورده مورد الاتصال والاتحاد أوجب ذلك صحة التعجب حيث إن الزوجين يصيران بسبب ما أوجبه الازدواج من الافضاء والاقتراب كشخص واحد ومن العجيب أن يظلم شخص واحد نفسه ويؤذيها أو يؤذى بعض أجزائه بعضا.
وأما قوله وأخذن منكم ميثاقا غليظا فالظاهر أن المراد بالميثاق الغليظ هو العلقة التي أبرمها الرجل بالعقد ونحوه ومن لوازمها الصداق الذي يسمى عند النكاح وتستحقه المرأة من الرجل.
وربما قيل إن المراد بالميثاق الغليظ العهد المأخوذ من الرجل للمرأة من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان على ما ذكره الله تعالى وربما قيل إن المراد به حكم الحلية المجعول شرعا في النكاح ولا يخفى بعد الوجهين جميعا بالنسبة إلى لفظ الآية (بحث روائي) في تفسير العياشي عن هاشم بن عبد الله عن السري البجلي قال: سألته عن قوله ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن قال - فحكى كلاما ثم قال كما يقول النبطية إذا طرح عليها الثوب عضلها فلا تستطيع تزويج غيره - وكان هذا في الجاهلية وفي تفسير القمي في رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها - فإنه كان في الجاهلية في أول ما أسلموا من قبائل العرب - إذا مات حميم الرجل وله امرأة - ألقى الرجل ثوبه عليها فورث نكاحها بصداق حميمه - الذي كان أصدقها يرث نكاحها كما يرث ماله - فلما مات أبو قيس بن الأسلت - ألقى محصن بن أبي قيس ثوبه على امرأة أبيه - وهى كبيشة بنت معمر بن معبد فورث نكاحها - ثم تركها لا يدخل بها ولا ينفق عليها - فأتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت يا رسول الله - مات أبو قيس بن الأسلت فورث محصن ابنه نكاحي - فلا يدخل على ولا ينفق على ولا يخلي سبيلي فألحق بأهلي - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارجعي