وعبادة غير الله تعالى وهو الشيطان فهو وليهم وهم أوليائه.
وإنما استضعف كيد الشيطان لأنه سبيل الطاغوت الذي يقابل سبيل الله والقوة لله جميعا فلا يبقى لسبيل الطاغوت الذي هو مكيدة الشيطان إلا الضعف ولذلك حرض المؤمنين عليهم ببيان ضعف سبيلهم وشجعهم على قتالهم ولا ينافي ضعف كيد الشيطان بالنسبة إلى سبيل الله قوته بالنسبة إلى من اتبع هواه وهو ظاهر.
(بحث روائي) في المجمع في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم الآية، قال سمي الأسلحة حذرا لأنها الآلة التي بها يتقي الحذر: قال وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام قال وروي عن أبي جعفر عليه السلام: أن المراد بالثبات السرايا وبالجميع العسكر.
وفي تفسير العياشي عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام: يا أيها الذين آمنوا فسماهم مؤمنين وليس هم بمؤمنين ولا كرامة، قال يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا إلى قوله - فأفوز فوزا عظيما ولو أن أهل السماء والأرض قالوا قد أنعم الله علي إذ لم أكن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكانوا بذلك مشركين، وإذا أصابهم فضل من الله قال - يا ليتني كنت معهم فاقاتل في سبيل الله.
أقول وروى هذا المعنى الطبرسي في المجمع والقمي في تفسيره عنه عليه السلام والمراد بالشرك في كلامه عليه السلام الشرك المعنوي لا الكفر الذي يسلب ظاهر أحكام الاسلام عمن تلبس به وقد تقدم بيانه.
وفيه عن حمران عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى والمستضعفين من الرجال الآية قال نحن أولئك.
أقول ورواه أيضا عن سماعة عن الصادق عليه السلام ولفظه فأما قوله والمستضعفين الآية فأولئك نحن، الحديث والروايتان في مقام التطبيق والشكوى من بغي الباغين من هذه الأمة وليستا في مقام التفسير.
وفي الدر المنثور أخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وأبي أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عطاء عن ابن عباس: في سورة النساء - " خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا " عصبا وفرقا، قال نسخها " وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية.
أقول الآيتان غير متنافيتين حتى يحكم بنسخ الثانية للأولى، وهو ظاهر بل لو كان فإنما هو التخصيص أو التقييد والحمد لله.