عشيرتك الأقربين: الشعراء - 214 فامتثل أمره وجمع عشيرته ودعاهم إلى ما بعث له ووعدهم أن أول من لباه فهو خليفته من بعده فأجابه إلى ذلك علي عليه السلام فشكر له ذلك واستهزأ به الباقون على ما في صحاح الروايات (1) وكتب التاريخ والسير ثم لحق به أناس من أهله كخديجة ه زوجته وعمه حمزة بن عبد المطلب وعبيد وعمه أبى طالب على ما روته الشيعة وفي أشعاره تصريحات وتلويحات بذلك (2) وإنما لم يتظاهر بالايمان ليتمكن من حمايته صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم أمره الله سبحانه أن يوسع الدعوة لقومه على ما يظهر من قوله وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها: الشورى - 7 وقوله لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون: ألم السجدة - 3 وقوله وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ وهذه الآية من الشواهد على أن الدعوة غير مقصورة عليهم وإنما بدأ بهم حكمة ومصلحة.
ثم أمره الله سبحانه بتوسعة الدعوة للدنيا من جميع المليين وغيرهم كما يدل عليه الآيات السابقة كقوله تعالى قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا وقوله ولكن رسول الله وخاتم النبيين وغيرهما مما تقدم.
الثالثة الاخذ بالمراتب من حيث الدعوة والارشاد والاجراء وهى الدعوة بالقول والدعوة السلبية والجهاد.
أما الدعوة بالقول فهى مما يستفاد من جميع القرآن بالبداهة وقد أمره الله سبحانه برعاية الكرامات الانسانية والأخلاق الحسنة في ذلك قال تعالى قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى: الكهف - 110 وقال واخفض جناحك للمؤمنين: الحجر - 88 وقال ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم: حم السجدة 34 وقال ولا تمنن تستكثر: المدثر - 6 إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.