فمن اعتدى عليكم: في الحرم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم: في الحرم.
وفي تهذيب الأحكام: موسى بن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: فرجل قتل رجلا في الحرم وسرق في الحرم، فقال: يقام عليه الحد وصغار له، لأنه لم ير للحرم حرمة، وقد قال الله تعالى: " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " يعني في الحرم، وقال " فلا عدوان إلا على الظالمين " (1).
واتقوا الله: في الانتصار ولا تعتدوا إلى ما لم يرخص لكم.
واعلموا أن الله مع المتقين: فيحرسهم ويصلح شأنهم.
وأنفقوا في سبيل الله: ولا تمسكوا كل الامساك.
ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة: بالاسراف وتضييع وجه المعاش، أو بالكف عن الغزو والانفاق فيه، فإنه يقوي العدو ويسلطهم على إهلاككم، أو بالامساك وحب المال، فإنه يؤدي إلى الهلاك المؤبد، ولذا سمي البخل هلاكا. وهو في الأصل انتهاء الشئ في الفساد.
والالقاء: طرح الشئ، وعدي بإلى لتضمن معنى الانتهاء، والباء مزيدة.
والمراد بالأيدي: الأنفس.
والتهلكة والهلاك والهلك واحد، فهي مصدر كالتصرة والتسرة (2) أي لا توقعوا أنفسكم في الهلاك، وقيل معناه: لا تجعلوها آخذة بأيديكم، أو لا تلقوا بأيديكم أنفسكم إليها، فحذف المفعول.
وأحسنوا أعمالكم وأخلاقكم وتفضلوا على المحاويج.
إن الله يحب المحسنين: ويجازيهم أحسن جزاء الاحسان وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد، عن ابن