عز وجل: " قل هي مواقيت للناس والحج " قال: لصومهم وفطرهم وحجهم (1).
وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى: وجه اتصاله بما قبله: أنهم سألوا عن الامرين (2) أو أنه لما سألوا عما لا يعنونه ولا يتعلق بعلم النبوة، وتركوا السؤال عما يعنونه ويختص بعلم النبوة، عقب بذكره جواب ما سألوه تنبيها على أن اللائق لهم أن يسألوا أمثال ذلك ويهتموا بالعلم بها. أو أن المراد به التنبيه على تعكيسهم السؤال وتمثيلهم بحال من ترك باب البيت ودخل من ورائه. والمعنى: وليس البر أن تعكسوا في مسائلكم، ولكن البر من اتقى ذلك ولم يجر على مثله.
وأتوا البيوت من أبوبها: إذ ليس في العدول بر.
في مجمع البيان: فيه وجوه:
أحدها: أنه كان المحرمون لا يدخلون بيوتهم من أبوابها ولكنهم كانوا يتنقبون في ظهور بيوتهم، أي في مؤخرها نقبا يدخلون ويخرجون منه، فنهوا عن التدين بذلك، رواه أبو الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام).
وثانيها: أن معناه ليس البر بأن تأتوا البيوت من غير جهاتها، وينبغي أن تؤتى الأمور من جهاتها، أي الأمور كان، وهو المروي عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) وقال أبو جعفر (عليه السلام): آل محمد أبواب الله وسبله والدعاة إلى الجنة والقادة إليها والأدلاء عليها إلى يوم القيامة.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم وعلي بابها، ولا تؤتى المدينة إلا من بابها.
ويروى: أنا مدينة الحكمة (3).
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمة الله): عن الأصبغ بن نباته قال: كنت