تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤٠٣
[إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم (173)] يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبت ما رزقناكم: لما وسع الامر على الناس كافة، وأباح لهم ما في الأرض سوى ما حرم عليهم، أمر المؤمنين منهم أن يتحروا طيبات ما رزقوا ويقوموا بحقوقها، فقال:
واشكروا لله: على ما رزقكم وأحل لكم.
إن كنتم إياه تعبدون: إن صح أنكم تخصونه بالعبادة وتقرون أنه مولى النعم، فإن عبادته لا تتم إلا بالشكر، فالمعلق بفعل العبادة هو الامر بالشكر لاتمامه، وهو عدم عند عدمه.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) يقول الله تعالى: إني والانس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر غيري (1).
إنما حرم عليكم الميتة: أكلها والانتفاع بها، وهي التي ماتت من غير ذكاة، والحرمة المضافة إلى العين تفيد عرفا حرمة التصرف فيها مطلقا إلا ما استثني كما سيجئ.
والدم ولحم الخنزير: إنما خص اللحم بالذكر، لأنه معظم ما يؤكل من الحيوان، وسائر أجزائه كالتابع له.

(1) رواه في الكشاف: ج 1، ص 214، في تفسير الآية 172، من سورة البقرة، وقال في هامش الكشاف: ج 1، ص 214، ما لفظه: أخرجه الطبراني في مسند الشاميين، والبيهقي في الشعب من رواية بقية، حدثنا صفوان بن عمر حدثني عبد الرحمن بن جبير النفير وشريح بن عبيد عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قال الله عز وجل.. إلى آخره.
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست