على أثر واحد، وإن كان لأحدهما لزم ترجيح الفاعل بلا مرجح وعجز الآخر المنافي للإلهية، وإن اختلفت لزم التمانع والتطارد كما أشار إليه بقوله: " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " (1).
وفي أصول الكافي: بعض أصحابنا رفعه عمن رفعه عن هشام بن الحكم قال:
قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): يا هشام، إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول ونصر النبيين بالبيان ودلهم على ربوبيته فقال: " و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون " (2).
وفي كتاب الإهليلجة: قال الصادق (عليه السلام) في كلام طويل: ثم نظرت العين إلى العظيم من الآيات، مثل السحاب المسخر بين السماء والأرض بمنزلة الدخان لا جسد له يلمس بشئ من الأرض والجبال، يتخلل الشجرة فلا يحرك منها شيئا ولا يهصر منها غصنا ولا يعلق منها بشئ، يعترض الركبان فيحول بعضهم من بعض من ظلمته وكثافته، ويحتمل من ثقل الماء وكثرته ما لا يقدر على صفته، مع ما فيه من الصواعق الصادعة والبروق اللامعة والرعد والثلج والبرد والجليد ما لا تبلغ الأوهام صفته ولا تهتدي القلوب إلى كنه عجائبه، فيخرج مستقلا في الهواء يجتمع بعد تفرقه وينفجر بعد تمسكه. إلى أن قال (عليه السلام): ولو أن ذلك السحاب والثقل من الماء، هو الذي يرسل نفسه، لما احتمله ألفي فرسخ أو أكثر، و أقرب من ذلك وأبعد ليرسله قطرة بعد قطرة بلا هزة ولا فساد، ولا صار به إلى بلدة وترك أخرى (3).