تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٢
البينات بالآثار المروية عن الأئمة الأطياب، فامتاز من القشر اللباب، وجمع بين السنة والكتاب، وبذل جهده في استخراج ما تعلق بذلك من الاخبار، وضم إليها لطائف المعاني والاسرار، جزاه الله عن الايمان وأهله خير جزاء المحسنين، وحشره مع الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. كتب بيمناه الوزارة الداثرة أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي، أوتيا كتابهما بيمناهما، وحوسبا حسابا يسيرا، في يوم عيد الغدير المبارك من سنة ألف ومائة واثنتين، والحمد لله أولا وآخرا، والصلاة على سيد المرسلين محمد وعترته الأكرمين الأطهرين (1).
ومن هذين التقريظين من هذين العلمين تعرف قيمة هذا التفسير ومحله الارقى من التحقيق والجمع والتدقيق. كما يبدو منهما جلالة مؤلفه ومكانته السامية من العلم والأدب والفضيلة. والامر كذلك بعد مراجعة التفسير نفسه فإنه - رحمه الله - وان جهد في مراجعة أمهات كتب التفسير والحديث مضافا إلى الأدب والبيان، لكنه بفضل تضلعه في فنون الأدب واللغة والفقه والتفسير والحديث والكلام والحكمة المتعالية نراه قد أخذ ولكن أخذ تحقيق، ونقل ولكن نقل تمحيص، مصداقا لقوله تعالى: " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " (2) وهذا هو عين التحقيق وليس تقليدا مقيتا كما زعم.
وعليه فبحق أقول: إن هذا التفسير جامع كامل وكاف شاف، يغني عناء مراجعة كثير من التفاسير المعتبرة بعد هذا الغناء والكفاية، فلله در مؤلفه وجزاه الله عن الاسلام والقرآن خير جزاء.
وإليك ما ذكره العلامة المتتبع الشيخ آغا بزرگ الطهراني بشأن هذا التفسير، قال:
وهذا التفسير مقصور على ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام نظير تفسير " نور الثقلين " لكنه أحسن منه بجهات: لذكره الأسانيد، وبيان ربط الآيات وذكر الاعراب، وكأنه مقتبس منه لكنه بزيادات فصار أكبر حجما. وقد يتكلم بما هو مخالف لما في

(١) أعيان الشيعة: ج ٩ ص ٤٠٨ ط دار التعارف، بيروت.
(٢) الزمر: ١٨
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست