ثم محمد بن السائب الكلبي من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام - توفى سنة 146 ه - له تفسير كبير معروف ب " أحكام القرآن " وهو أول من دون في آيات الاحكام كتابا وكان قدوة لغيره في هذا الفن، وقد سار الشافعي في كتابه أحكام القرآن على منهاجه.
ومثله أبان بن تغلب بن رباح المتوفى سنة 141 ه. كان من خواص الامامين عليهما السلام، له كتاب معاني القرآن والقراءات والغريب من ألفاظ القرآن وغيرها.
وهكذا ابن أبي شعبة - المتوفى سنة 135 ه ومقاتل بن سليمان وأبو بصير وأبو الجارود وأبو حمزة الثمالي كانت وفياتهم عام 150 ه، لهم قدم وسبق تأليف في التفسير. و السدي الكبير - المتوفى سنة 127 ه - من أصحاب الإمام السجاد والإمام الباقر عليهما السلام.
وللفراء - المتوفى عام 208 ه - كتاب معروف ب " معاني القرآن " طبع أخيرا في ثلاث مجلدات ضخام. كان قد أملاه على أصحابه في المسجد عن حفظه، كان أبو طلحة الناقط يقرأ عشرا من القرآن ثم يقول له: أمسك، فيملي من حفظه المجلس.
وعن أبي بديل: أردنا أن نعد الناس الذين اجتمعوا لاملاء كتاب المعاني فلم يضبط قال: فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضيا. يقول السمري في صدر الكتاب: هذا كتاب فيه معاني القرآن أملاه علينا أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء عن حفظه من غير نسخة في مجالسه أول النهار من أيام الثلاثاوات والجمع في شهر رمضان وما بعده من سنة اثنتين وفي شهور سنة ثلاث وشهور من سنة أربع ومائتين (1).
ولمجاهد بن جبر المكان السامي في التفسير، كان أحد الاعلام الاثبات، مات سنة 104 ه، وقد اعتمده البخاري كثيرا. وعن الفضل أنه سمع مجاهدا يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة. وعنه أيضا: عرضت القرآن عليه أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت. وعن مصعب قال: كان أعلمهم بالتفسير مجاهد.
وهكذا عكرمة مولى ابن عباس كان على مكانة عالية من التفسير. قال ابن حبان: كان من علماء زمانه بالفقه والقرآن. وغيرهم من أقطاب العلم في مكة والمدينة