تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٩
كانوا مراجع الأمة.
وإذا كان أبو جعفر الطبري وجلال الدين السيوطي وغيرهما من أصحاب التفاسير المعروفة قد أخذوا رواياتهم في التفسير عن هؤلاء الأقطاب وهم إنما يسندون علومهم إلى كبار أئمة أهل البيت علي وبنيه عليهم السلام تعرف مبلغ تأثير مكانة أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله في بث العلوم والمعارف بين المسلمين.
وهكذا أصحاب التفاسير العقلية كالفخر الرازي جعل أساس تفسيره الكبير على تفسير أبي الفتوح الرازي، فكان هذا أصلا له يرجع إليه وأساسا بيني عليه بنيانه، وبذلك تعرف مبلغ تأثر التفاسير المعروفة عند أهل السنة بتفاسير علماء الإمامية سواء المنقول منها والمعقول.
إذن فكما كانت الشيعة الإمامية قدوة لسائر المسلمين في سائر العلوم الاسلامية، كذلك في علم التفسير الذي هو أهم العلوم وأخطرها وأعظمها شأنا.
ولا مجال لتعداد ما كتب في التفسير على يد علماء الإمامية حسب القرون، نعم يجدر بالذكر تفسير أبي النضر محمد بن مسعود العياشي - من علماء القرن الرابع الهجري - الذي فقد منه أكثره، ولا سيما وقد حذفت أسانيده لغاية الاختصار فيما بعد. فقد حرمنا من كمال فيض هذا التفسير القيم العظيم.
وتفسير علي بن إبراهيم القمي - من علماء القرن الثالث - وهو تفسير بالمأثور كامل.
ولكن الأهم من ذلك تفسير التبيان، ذلك التفسير الضخم القيم الذي قام بتأليفه شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى عام 460 ه‍ وهو أول تفسير مدون جمع فيه من علوم القرآن أشتاته، وتوفرت فيه من صنوف التفسير أفنانه.
ثم قام الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي - المتوفى عام 552 ه‍ - بتهذيبه وترتيبه مع إضافات في مجموعة باسم " مجمع البيان " تفسيرا جامعا رائعا.
وفي هذا الاوان قام المفسر المضطلع الشيخ أبو الفتوح الحسين بن علي بن أحمد الخزاعي الرازي بتدوين مجموعة كبرى في علوم التفسير باسم " روض الجنان وروح الجنان " باللغة الفارسية القديمة خدمة لأبناء عقيدته من أمة الفرس الموالين لأهل البيت عليهم السلام.
وهكذا استمر ظهور تفاسير قيمة عبر القرون المتتالية قد يطول الكلام بذكر
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست