جميعها، وإنما نذكر ما يرتبط وموضوع تفسيرنا الحاضر.
[مذاهب تفسيرية:] هناك نجد تنوعا في وجه التفاسير حسب تنوع الاختصاصات التي كان يحملها أرباب التفسير في مختلف العلوم والمعارف. فصاحب العلوم العقلية يبدو على تفسيره كثير من لمحات البراهين الفلسفية والاستدلالات العقلية منطبقا عليها وجوه الآيات المختلفة. وصاحب الحديث كان يهمه تفسير القرآن بالمأثور من روايات السلف.
وصاحب الأدب إنما أعجبته أساليب القرآن البلاغية في فنون المعاني والبيان والبديع، ورعاية قواعد اللغة والنحو والتصريف. وهكذا أصحاب القراءات وغيرهم في مختلف شؤون القرآن وهي كثيرة.
ومن التفسير بالمأثور - بعد تفسير العياشي والقمي - تفسير الصافي للمولى محمد المحسن الفيض الكاشاني المتوفى سنة 1091 ه وكان صاحب تفسيرنا الحاضر " كنز الدقائق " تلميذا له ومتأثرا بأسلوبه في التفسير كثيرا، ونجد هذا التأثير جليا في تفسيره.
كان الفيض قد مزج في تفسيره بين العقل والنقل حسبما عبر، فأتى بالمنقول من أحاديث أهل البيت عليهم السلام مردفا لها بما راقه من تأويلات عقلية قريبة أو بعيدة. الامر الذي نلمسه في تفسير الكنز بوضوح.
وهكذا تأثر صاحبنا بتفسير آخر لم يحد عن طريقة المنقول وهو تفسير " نور الثقلين " لعبد العلي بن جمعة الحويزي المتوفى سنة 1053 ه. ولعله تتلمذ عنده أيضا.
ونظيره البرهان في تفسير القرآن للمحدث الشهير السيد هاشم البحراني المتوفى عام 1107 ه، جمع فيه من شتات الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام حول لفيف من آيات القرآن.
[تفسير كنز الدقايق وبحر الغرائب:] أما تفسيرنا الحاضر فهو حصيلة ما سبقه من أمهات تفاسير