تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٥٣
أودى بني وأعقبوني حسرة * بعد الرقاد وعبرة ما تقلع فالعين بعدهم كأن حداقها * كحلت بشوك فهي عور تدمع فغبرت بعدهم بعيش ناصب * وإخال أنى لاحق مستتبع ولقد حرصت بأن أدافع عنهم * فإذا المنية أقبلت لا تدفع وإذا المنية أنشبت أظفارها * ألفيت كل تميمة لا تنفع وتجلدي للشامتين أريهم * أني لريب الدهر لا أتضعضع حتى كأني للحوادث مروة * بصفا المشرف كل يوم تقرع والدهر لا يبقى على حدثانه * جون السراة له جدائد أربع الجدائد: الأتن التي جفت ألبانها، وقد تقدم الكلام على معنى بعض الأبيات:
(من يرجع العام إلى أهله * فما أكيل السبع بالراجع) في سورة النجم عند قوله تعالى (والنجم إذا هوى) عن عروة بن الزبير أن عتبة بن أبي لهب وكانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أراد الخروج إلى الشام فقال: لآتين محمدا فلأوذينه، فأتاه فقال: يا محمد هو كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى، ثم تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد عليه ابنته وطلقها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك، وكان أبو طالب حاضرا فوجم لها وقال: ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة، فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره، ثم خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلا، فأشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم: هذه الأرض مسبعة، فقال أبو لهب لأصحابه أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على ابني دعوة محمد، فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتبة، فجاء الأسد يتشمم وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله، فقال حسان:
من يرجع العام إلى أهله * فما أكيل السبع بالراجع (فأدرك إبقاء العرادة ظلعها * وقد جعلتني من خزيمة أصبعا) في سورة النجم عند قوله تعالى (قاب قوسين) وقد جاء التقدير بالقوس والرمح والسوط والذراع والباع والخطو والشبر والفتر والأصبع قال: * وقد جعلتني من خزيمة أصبعا * وإبقاء الفرس: ما تبقيه من العدو إلى أن تقرب من المقصد، ومن عادة الخيل أن تبقى من عدوها بقية لوقت الحاجة إليها فمتى ما استمشت بعد الكر والعمل أعطتها. والعرادة: اسم فرس القائل. والظلع بالتسكين: الغمز في المشي لوجع في الرجل، يقال ظلع البعير فهو ظالع. يقول: إنها لما وصلتني إلى العدو، الذي هو خزيمة، وبقي بيني وبينه قدر مسافة أصبع عرض لها ظلع، وهو داء يكون في الرجل، ففات مني وهرب. وقوله أصبعا: أي مقدار مسافة أصبع، وقائل الشعر الأسدي يصف فرسا وهو من قصيدة من الطويل أولها:
فإن تنج منها يا خزيم بن طارق * فقد تركت ما خلف ظهرك بلقعا ونادى منادى الحي أن قد أتيتم * وقد شربت ماء المزادة أجمعا أمرتكم أمرى بمنعرج اللوى * ولا أمر للمعصي إلا مضيعا
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»
الفهرست