تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٥١
أشاب الصغير وأفنى الكبير * كر الغداة ومر العشي وتقدم قريبا قوله:
وأنكرتني وما كان الذي نكرت * من الحوادث إلا الشيب والصلعا والرفع على قراءة ابن عامر هو الرواية، لأن المعنى على السلب الكلي ولو نصب لكان سلبا جزئيا، والعدول إلى الرفع عن الفصيح مع استلزامه الحذف الذي هو خلاف الأصل دليل إني على ما ذكر من الفائدة.
(أما تتقين الله في جنب وامق * له كبد حرى عليك تقطع) في سورة الزمر عند قوله تعالى (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) الجنب: الجانب. يقال: أنا في جنب فلان وجانبه وناحيته وفلان لين الجنب والجانب، ثم يقال: فرط في جنبه وفي جانبه: يريدون في حقه كما في البيت المذكور، وهذا من باب الكناية، لأنك إذا أثبت الأمر في مكان الرجل وحيزه فقد أثبته فيه، ألا ترى إلى قوله:
إن السماحة والمروءة والندى * في قبة ضربت على ابن الحشرج والشعر لجميل بن معمر وهو أحد عشاق العرب المشهورين بذلك، وصاحبته بثينة، وهما جميعا من عذرة.
والبيت المذكور من قصيدة عينية طويلة أولها قوله:
أهاجك أم لا بالمداخل مربع * ودار بأجرع الغديرين بلقع ديار لسلمى إذ نحل بها معا * وإذ نحن منها بالمودة نطمع وإن يك قد شطت نواها ودارها * فإن النوى مما تشت وتجمع إلى الله أشكو لا إلى الناس حبها * ولا بد من شكوى حبيب يروع ألا تتقين الله فيمن قتلته * فأمسى إليكم خاشعا يتضرع فإن يك جثماني بأرض سواكم * فإن فؤادي عندك الدهر أجمع إذا قلت هذا حين أسلو وأجتري * على هجرها ظلت بها النفس تشفع أما تتقين البيت، وبعده:
غريب مشوق مولع باد كاركم * وكل غريب الدار بالشوق مولع فأصبحت مما أوجع الدهر موجعا * وكنت لريب الدهر لا أتخشع فيا رب حببني إليها وأعطني ال‍ * مودة منها أنت تعطى وتمنع (كلفت مجهولها نفسي وشايعني * همي عليها إذا ما آلها لمعا) للأعشى، وبعده:
بذات لوث عفرناة إذا عثرت * فالتعس أولى لها من أن يقال لعا في سورة القتال عند قوله تعالى (فتعسا لهم وأضل أعمالهم) التعس: الهلاك ضد الانتعاش، ويقال للعاثر لعا لك دعاء بأنه ينتعش، يريد الشاعر أن العثور والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت: أي رب بلدة مجهولة
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»
الفهرست