تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٣٤
واحد كان لأدنى المبالغة، وإذا زيد اثنان كان لأقصاها، ولذلك قيل للأسد سبع كأنه ضوعفت قوته سبع مرات.
وقال القاضي: قد شاع استعمال السبع والسبعين والسبعمائة ونحوها في التكثير لاشتمال السبعة على جملة أقسام العدد فكأنه العدد بأسره. وقال صاحب الإيجاز: السبعة أكمل الأعداد لجمعها معاني الأعداد، ولأن الستة أول عدد تام لأنها تعادل أفرادها، إذ نصفها ثلاثة وثلثها اثنان وسدسها واحد وجملتها ستة وهي سبع بالواحد فكانت كاملة، إذ ليس بعد التمام إلا الكمال، ثم السبعون غاية الغاية إذ الآحاد غاياتها العشرات. ثم إن الآية دلت على عدم المغفرة لا على النهي عن الاستغفار، والاستغفار وإن لم يترتب عليه مغفرتهم تترتب عليه مصلحة أخرى كما جعل إبراهيم عليه السلام جزاء قوله (ومن عصاني) أي لم يمتثل أمر ترك عبادة الأصنام قوله (فإنك غفور رحيم) بدون أن يقول فإنك شديد العقاب، فجعل أنه يرحمهم ويغفر لهم رأفة بهم وحثا على الاتباع، والمراد: إنك تغفر لهم إذا استحدثوا التوبة الإيمان، فخيل أنه يرحمهم مع العصيان رحمة لهم وحثا على الاتباع.
(رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوي * وعاد ضريعا بان عنه النحائص) في سورة الغاشية عند قوله تعالى (ليس لهم طعام إلا من ضريع) الشبرق: رطب الضريع، وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا، فإذا يبس تحامته وهو سم قاتل. والنحائص جمع نحوص: وهي التي ليس في بطنها ولد. والضريع: مرعى سوء غير ناجع في راعيته ولا نافع وهو الضريع الذي ذكره الله تعالى.
حرف الضاد (لنعم البيت بيت أبي دثار * إذا ما خاف بعض القوم بعضا) في سورة البقرة عند قوله تعالى (مثلا ما بعوضة) اشتقاق البعوض من البعض وهو القطع، يقال بعضه البعوض. معناه نعم البيت الكلة في ليالي الصيف: إذا خاف بعض القوم بعض البعوض: أي قطعه.
(لم يفتنا بالوتر قوم وللضيم * رجال يرضون بالإغماض) في سورة البقرة عند قوله تعالى (إلا أن تغمضوا فيه) أي إلا أن تتسامحوا في أخذه من قولك أغمض بصرك:
أي لا تستقص كأنك لا تبصر، فاتني فلان بكذا: أي سبقني. والوتر بالكسر: الترة والجمع أوتار. يقول:
لم يفتنا قوم عند الترة بل ندركهم وننتقم منهم، والحال أن رجالا يرضون بالإغماض عن بعض حقهم لضعفهم وعجزهم.
(داينت أروى والديون تقضى * فمطلت بعضا وأدت بعضا) في سورة البقرة عند قوله تعالى (إذا تداينتم بدين) يقال داينت الرجل: إذا عاملته بدين معطيا أو آخذا، كما تقول بايعته: إذا بعته أو باعك. وأروى اسم محبوبته. والمطل: مدافعتك الدين والعدة، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام " مطل الغني ظلم " والواو في والديون للحال.
(قال لها هل لك يا نا في * قلت له ما أنت بالمرضي ماض إذا ما هم بالمضي) في سورة إبراهيم عند قوله تعالى (ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي) بكسر الياء وهي ضعيفة، واستشهد لها
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»
الفهرست