تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٦٤
(هل هي إلا حظة أو تطليق * أو صلف أو بين ذاك تعليق) في سورة النساء عند قوله تعالى (فتذروها كالمعلقة) وهي التي ليست بذات بعل ولا مطلقة إذا لم تحظ المرأة عند زوجها. قيل صلفت صلفا، ونساء صالفات وصلائف.
(إذا جزت نواصي آل بدر * فأدوها وأسرى في الوثاق وإلا فاعلموا أنا وأنتم * بغاة ما بقينا في شقاق) في سورة المائدة عند قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى) حكمهم كذا (والصابئون) كذلك، فالصابئون مرفوع للتأخير عما في خبر إن كقوله * فإني وقيار بها لغريب * وأنشد سيبويه شاهدا له * وإلا فاعلموا أنا وأنتم * الخ. فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك. والبيت لبشر بن أبي خازم، وقبله إذا جزت الخ.
وسبب هذا الشعر أن قوما من آل بدر جاءوا إلى بني طيئ، فعمد بنو طيئ فجزوا نواصيهم وقالوا: قد مننا عليكم ولم نقتلكم، وآل بدر حلفاء بني أسد، فغضب بنو أسد لأجل ما صنع بالبدريين، فقال بشر بن أبي خازم هذه القصيدة يذكر فيها ما صنع بآل بدر ويقول للطائيين: إذا جززتم نواصيهم فاحملوا إلينا وأطلقوا من أسرتم منهم، فإن لم تفعلوا فاعلموا أنا نبغيكم ونبقى أبدا معاندين يبغي بعضنا على بعض.
(وإبسالي بني بغير جرم * بعوناه ولا بدم مراق) في سورة الأنعام عند قوله تعالى (وذكر به) أي بالقرآن (أن تبسل نفس بما كسبت) أي مخافة أن تسلم إلى الهلكة والعذاب، وأصل الإبسال المنع لأن المسلم إليه يمنع المسلم. والباسل: الشجاع لامتناعه من قرنه. يقال بسر الرجل: إذا اشتد عبوسه، فإذا زاد قالوا بسل. والبعو: الجناية. والبيت لعوف بن الأحوص يتحسر على تسليم أبنائه إلى الهلكة بغير جرم جرموه ولا دم أراقوه، وكان رهن بنيه وحمل لبني قشير دم ابني السجفية، فقالوا لا ترضى بك فدفعهم رهنا.
وفارس في غمار الموت منغمس * إذا تألى على مكروهة صدقا غشيته وهو في جأواء باسلة * عضبا أصاب سواء الرأس فانفلقا) في سورة الأنفال عند قوله تعالى (فاضربوا فوق الأعناق) والمعنى: فاضربوا المقاتل والشوى، لأن الضرب إما واقع على مقتل أو غير مقتل، فأمرهم أن يجمعوا عليكم النوعين معا. والغمر: الماء المغرق. والغمس: هو إرسال الشئ في ماء. تألى: أي حلف. والتغشي: أصله الإتيان والملابسة، ومنه الغشاوة والغطاء. والجأواء:
الكتيبة العظيمة التي اسودت أو اخضرت من كثرة السلاح، وهو من الجؤوة: يعني أحضروا بالسلاح. والبسالة:
الشجاعة، يقال رجل باسل وأسد باسل. والعضب: السيف القاطع. وأصاب بمعنى طلب وبمعنى نال، ويقال في المثل: أصاب الصواب فما أخطأ الجواب: أي طلب الصواب. والسواء: الوسط، ومنه قوله تعالى (سواء الجحيم). ومعنى البيت: رب فارس في غمار الموت منغمس إذا حلف على مكروهة من المكاره صدق في يمينه ولا يحنث. ثم قال: غشيته، أي رب فارس صفته كذا أنا ضربته وهو في جيش تام السلاح بعضب قاطع أصاب وسط رأسه فشقه.
(كما جوز السكي في الباب فيتق)
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»
الفهرست