تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٥٤٥
في سورة الفجر عند قوله تعالى (بعاد إرم ذات لعماد) قيل لعقب عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عاد كما يقال لبنى هاشم هاشم: ثم قيل للأولين منهم عاد وإرم تسمية لهم باسم جدهم، ولمن بعدهم عاد الأخيرة.
قال ابن الرقيات: مجدا تليدا الخ. أي حاز مجدا تليدا قديما. والتالد والتلاد: ما ورث الرجل من آبائه. قوله:
بناه أوله: أي أبوه أدرك عادا، والمراد قدم مجده.
لهم مجلس صهب السبال أذلة * على من يعاديهم أشداء فاعلم) في سورة العلق عند قوله تعالى (فليدع ناديه) النادي: المجلس الذي ينتدى فيه القوم: أي يجتمعون، والمراد أهل النادي على حد (واسئل القرية). قال في المصباح المنير: ولا يقال فيه ذلك إلا والقوم مجتمعون فيه، فإذا تفرقوا زال عنه. قال ابن عباس: " لما نهى أبو جهل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو جهل: أتنهرني؟ والله لأملأن عليك هذا الوادي إن شئت خيلا جردا ورجالا مردا " وأراد الشاعر بصهب السبال أنهم ليسوا من صميم العرب. وقال الجوهري: أصله في الروم لأن الصهوبة فيهم وهم أعداء العرب.
حرف النون (إن المنايا يطلعن على الأناس الآمنينا) في سورة الفاتحة عند الكلام على اسم الله حيث حذفت الهمزة وعوض عنها حرف التعريف، ونظيره الناس أصله الإناس سموا به لأنهم يؤنسون: أي يبصرون كما سمى الجن لاجتنانهم: يعنى أن الموت يطلع ويشرف على الاناس الغافلين الذين ليس الموت في حسابهم.
(وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا) أوله * سموت بالمجد يا ابن الأكرمين أبا * قاله شاعر في مسيلمة الكذاب الذي تنبأه والشاهد في الرحمن فإنه لا يستعمل في غير اسم الله تعالى. وقول بنى حنيفة في مسيلمة رحمان اليمامة من باب تعنتهم في كفرهم، ويضرب في كذب مسيلمة الأمثال فيقال: أكذب من مسيلمة، ولله من قال فيمن وعد ولهم ينجز ما وعد:
ووعدتني وعدا حسبتك صادقا * فغدوت من طمعي أجئ وأذهب وإذا جلست أنا وأنت بمجلس * قالوا مسيلمة وهذا أشعب (فلما صرح الشر * فأمسى وهو عريان ولم يبق سوى العدوا * ن دناهم كما دانوا) هو من أبيات الحماسة. عند قوله تعالى (مالك يوم الدين) أي يوم الجزاء ومنه: كما تدين تدان، ومعنى دناهم: فعلنا بهم مثل فعلهم بنا والدين لفظة مشتركة في عدة معان: الجزاء والطاعة والحساب، وهو ههنا الجزاء فالأول ليس بجزاء ولكنه سمى جزاء لمجاورته لفظ الجزاء. والناس يقولون: الجزاء بالجزاء والبادي أظلم، والدين أيضا، الملة والعادة، وقيل من دان نفسه ربح: أي من حاسب نفسه، وقيل يوم الدين: يوم الحساب، ومعناه
(٥٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 ... » »»
الفهرست