محمد (الحسن الأطروش) صاحب الديلم، لكن هذا قد ثبت لدى علماء الرجال من الامامية، وفي طليعتهم السيد الشريف المرتضى علم الهدى في كتابه (شرح المسائل الناصرية) نزاهته ونزاهة جميع بنيه عن تلك العقيدة المخالفة لعقيدة اسلافهم (1).
سوى ان اصطلاح الكتاب أخيرا جرى على تسمية الثائر في وجه الخلافة: زيديا، ولمن كان بريئا من عقائد الزيدية، يريدون انه زيدي النزعة لا العقيدة، وربما تطرفوا فجعلوا لفظ (زيدي) لقبا لكل من تحمس للثورة، وطالب بحق زعم أنه أهله، وإن لم يجرد سيفا، ولم يحد قيد شعرة عن مذهب الإمامية في الإمامة ولا عن طريق الجماعة، ولقد كان أبو حنيفة في نقل أبي الفرج الأصبهاني زيديا، وكذا احمد وسفيان الثوري وأضرابهم من معاصريهم، ومراده من زيديتهم أنهم يرون أن الخلافة الزمنية جائرة، وأن الخارج آمرا بالمعروف أحق بالاتباع والبيعة.