وقال بعض العلماء: إن للعرب في لسانها أن تخبر عن ابن العم اللاصق والقريب المقارب: بأنه نفس ابن عمه، وأن الحميم نفس حميمه، ومن الشاهد على ذلك قول الله تعالى: (ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب..) [1]، أراد تعالى: ولا تعيبوا إخوانكم المؤمنين، فأجرى الاخوة بالديانة مجرى الاخوة في القرابة، وإذا وقعت النفس عندهم على البعيد النسب كانت أخلق ان تقع على القريب السبب، وقال الشاعر [2]:
كأنا يوم قرى * إنما نقتل إيانا أراد: كأنما نقتل أنفسنا بقتلنا إخواننا، فأجرى نفوس أقاربه مجرى نفسه، لشوابك العصم [3] ونوائط اللحم (4) وأطيط (5)