ترجمة المؤلف تمهيد إني لأرى لنفسي شأنا إذا لبيت دعوة (منتدى النشر) لامر ينصر العلم والأمة العربية، ويقوم الثقافة الدينية والأدبية. أرى له المنة علي في تشجيعه وتثبيته اللذين تغلبا على ما خالط هواجسي بادئ بدء: من الهيبة والاحجام عن ترجمة هذا الامام السيد ذي المنقبتين.
رهيب ومهيب لدرجة بعيدة هذا الموقف الذي يوقفني فيه أولئك الأفاضل الأفذاذ رجال المنتدى، لكي أترجم أشهر رجال العراق في عصره باتقان العلوم الدينية والأدبية وآداب اللغة العربية وبالشمم العربي الهاشمي.
ولو أقامني العلم لأترجم إماما كالغزالي، أو شاعرا كأبي تمام، أو خطيبا مصقعا من فطاحلة الشرق والغرب، لم آبه أن أخلق لتراجمهم ألفاظا على قدر، بلا أن أتكلف في تقييد شوارد المعاني مهما بعدت أو استعصت، ولكن خطورة موقفي أني قمت أعرب عن المزايا الفاضلة الجمة التي قلما اتفق اجتماعها في عظماء القرن الذي عاش فيه الشريف:
بتحليل نفسيته واستصفائها من الكدر الذي استقر في أعماق الكتب القديمة. وكيف أستطيع تحليل تلك النفسية الممتنعة الفتانة، والافصاح عن شئ من نوازعها الجميلة، والأفكار تمثل لي كل آن ذلك الهيكل الذي تقوم به قد جللته الكبرياء والعظمة وحاطه من شرف النفس