على أن العلامة الهادي كان قد قابل نسخته عليها بدقة متناهية، فكانت نسخته فرعا للأصلين ومجمعا للنسختين، مع تحقيقاته القيمة التي ادخلها عليها والفهارس التي وضعها لها، وهذا ما أكد استغناءنا عن الرجوع إلى هذا الأصل والمقابلة عليه ثانيا. وهذا الفرع أصح النسخ التي تحت أيدينا وأتقنها وعليه أكثر اعتمادنا، وبعده في الصحة نسخة العلامة السماوي المنقولة على نسخة المحدث النوري رحمه الله.
قيمة الكتاب العلمية:
إذا أردت أن تتعرف قيمة هذا الكتاب، فيكفيك أن تعرف - وكل أحد يعرف - من هو الشريف مؤلفه صاحب تلك العبقرية النادرة والنبوغ الفطري. وإذا كانت شهرته الطائرة لا تجد منك كبير ثقة بهذه الشخصية الفذة، فسيمر عليك درسها ضمن ترجمته بقلم شيخنا الأستاذ العلامة الحلي، وستري كيف كنت تجهل هذا النابغة المحلق، وستري أن كتابه هذا غيض من فيض.
وخذ بعد هذا بين يديك هذا الجزء، واذهب في صفحاته أينما شئت، وهل ترى من وسعك ألا تضم صوتك إلى الكلمة الكبيرة التي لم تقل في كتاب غيره؟ تلك كلمة أستاذه ابن جني الخلدة كما في تأريخ ابن خلكان في ترجمة المؤلف: (صنف الرضي كتابا في معاني القرآن الكريم يتعذر وجود مثله دل على توسعه في علم النحو واللغة) ومثلها في تاريخ الخطيب البغدادي في ترجمة المؤلف عن أحمد بن عمر بن روح ونظيرها أيضا ما في معالم العلماء لابن شهرآشوب.