منهم اماما وعشرة يصلون خلفه فقالوا كيف نصنع وليس لنا امام (1) فقال لاوي نجعل الله امامنا فصلوا وتضرعوا وبكوا وقالوا يا رب اكتم علينا هذا ثم جاؤوا إلى أبيهم عشاءا يبكون ومعهم القميص قد لطخوه بالدم فقالوا (يا أبانا انا ذهبنا نستبق) اي نعدو (وتركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين - إلى قوله - على ما تصفون) ثم قال يعقوب ما كان أشد غضب ذلك الذئب على يوسف واشفقه على قميصه حيث اكل يوسف ولم يمزق قميصه.
قال فحملوا يوسف إلى مصر وباعوه من عزيز مصر فقال العزيز (لامرأته أكرمي مثواه) اي مكانه (عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا) ولم يكن له ولد فأكرموه وربوه فلما بلغ أشده هوته امرأة العزيز وكانت لا تنظر إلى يوسف امرأة إلا هوته ولا رجل إلا أحبه وكان وجهه مثل القمر ليلة البدر فراودته امرأة العزيز وهو قوله (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله انه ربى أحسن مثواي انه لا يفلح الظالمون) فما زالت تخدعه حتى كان كما قال الله عز وجل (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه) فقامت امرأة العزيز وغلفت الأبواب فلما هما رأى يوسف صورة يعقوب في ناحية البيت عاضا على إصبعيه يقول يا يوسف! أنت في السماء مكتوب في النبيين وتريد ان تكتب في الأرض من الزناة؟ فعلم أنه قد أخطأ وتعدى، وحدثني أبي عن بعض رجاله رفعه قال قال أبو عبد الله عليه السلام لما همت به وهم بها قامت إلى صنم في بيتها فألقت عليه الملاءة لها فقال لها يوسف ما تعملين؟
قالت القي على هذا الصنم ثوبا لا يرانا فانى استحيي منه، فقال يوسف فأنت