عليه السلام (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذا اجمعوا أمرهم وهم يمكرون ثم قال وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين).
وقوله (وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون) قال الكسوف والزلزلة والصواعق وقوله (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) فهذا شرك الطاعة أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا احمد ابن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " قال شرك طاعة وليس شرك عبادة والمعاصي التي يرتكبون شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا بالله في الطاعة لغيره وليس باشراك عبادة ان يعبدوا غير الله وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني) يعني نفسه ومن تبعه يعني علي بن أبي طالب وآل محمد عليهم السلام، قال علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن أسباط قال قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك قال وما ينكرون علي من ذلك فوالله لقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله " قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " فما اتبعه غير علي عليه السلام وكان ابن تسع سنين وانا ابن تسع سنين وقوله (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) فإنه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال وكلهم الله إلى أنفسهم فظنوا أن الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملائكة ثم قال عز وجل (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) يعني لأولي العقول (ما كان حديثا يفترى) يعني القرآن (ولكن تصديق الذي بين يديه) يعني من كتب الأنبياء (وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون).