ليوسف) اي احتلنا له (وما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم) فسئل الصادق عليه السلام عن قوله " أيتها العير انكم لسارقون " قال ما سرقوا وما كذب يوسف فإنما عني سرقتم يوسف من أبيه، وقوله أيتها العير معناه يا أهل العير ومثله قولهم لأبيهم (واسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها) يعني أهل العير فلما اخرج ليوسف الصواع من رحل أخيه قال اخوته (ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل) يعنون يوسف فتغافل يوسف عليهم وهو قوله (فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون) فاجتمعوا إلى يوسف وجلودهم تقطر دما اصفر فكانوا يجادلونه في حبسه. وكانوا ولد يعقوب إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر ويقطر من رؤسهم دم اصفر وهم يقولون (يا أيها العزيز ان له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه انا نراك من المحسنين فأطلق عن هذا فلما رأى يوسف ذلك (قال معاذ الله ان نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده) ولم يقل إلا من سرق متاعنا (انا إذا لظالمون فلما استيأسوا منه) وأرادوا الانصراف إلى أبيهم قال لهم لاوي بن يعقوب (ألم تعلموا ان أباكم قد اخذ عليكم موثقا من الله) في هذا (ومن قبل ما فرطتم في يوسف) فارجعوا أنتم إلى أبيكم فاما انا فلا ارجع إليه (حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين) ثم قال لهم (ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا ان ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها) اي أهل القرية وأهل العير (وانا لصادقون).
قال فرجع اخوة يوسف إلى أبيهم وتخلف يهودا فدخل على يوسف فكلمه حتى ارتفع الكلام بينه وبين يوسف وغضب وكانت على كتف يهودا شعرة فقامت الشعرة فأقبلت تقذف بالدم وكان لا يسكن حتى يمسه بعض أولاد يعقوب، قال