وولده نزولا في بادية فيه مقل (1) فاخذ اخوة يوسف من ذلك المقل وحملوه إلى مصر ليمتاروا به وكان يوسف يتولى البيع بنفسه فلما دخلوا اخوته على يوسف عرفهم ولم يعرفوه كما حكى الله عز وعلا (وهم له منكرون ولما جهزهم بجهازهم) وأعطاهم وأحسن إليهم في الكيل قال لهم من أنتم؟ قالوا نحن بنو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله الذي ألقاه نمرود في النار فلم يحترق وجعلها الله عليه بردا وسلاما، قال فما فعل أبوكم؟ قالوا شيخ ضعيف، قال فلكم أخ غيركم؟
قالوا لنا أخ من أبينا لا من امنا، قال فإذا رجعتم إلي فأتوني به وهو قوله (ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون انى أوفي الكيل وانا خير المنزلين فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وانا لفاعلون) ثم قال يوسف لقومه ردوا هذه البضاعة التي حملوها الينا واجعلوها فيما بين رحالهم حتى إذا رجعوا إلى منازلهم ورأوها رجعوا الينا وهو قوله (وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون) يعني كي يرجعوا (فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وانا له لحافظون) فقال يعقوب (هل آمنكم عليه إلا كما آمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين فلما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم) في رحالهم التي حملوها إلى مصر (قالوا يا أبانا ما نبغي) اي ما نريد (هذه بضاعتنا ردت الينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير) فقال يعقوب (لن ارسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم) قال يعقوب (الله على ما نقول وكيل) فخرجوا وقال لهم يعقوب (لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة