فيها ولكن الخلق لا يرونه.
ثم ذكر عز وجل هلاك أهل مدين فقال (والى مدين أخاهم شعيبا - إلى قوله - ولا تعثوا في الأرض مفسدين) قال بعث الله شعيبا إلى مدين وهي قرية على طريق الشام فلم يؤمنوا به وحكى الله قولهم (قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك ان نترك ما يعبد آباؤنا - إلى قوله - الحليم الرشيد) قال قالوا انك لانت السفيه الجاهل فكنى الله عز وجل قولهم فقال (انك لانت الحليم الرشيد) وإنما أهلكهم الله بنقص المكيال والميزان (قال يا قوم أرأيتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد ان أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ان أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيق إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب) ثم ذكرهم وخوفهم بما نزل بالأمم الماضية فقال (يا قوم لا يجر منكم شقاقي ان يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا) وقد كان ضعف بصره (ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز - إلى قوله - اني معكم رقيب) اي انتظروا فبعث الله عليهم صيحة فماتوا وهو قوله (فلما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود).
ثم ذكر عز وجل قصة موسى (ع) فقال (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين - إلى قوله - واتبعوا في هذه لعنة) يعني الهلاك والغرق (ويوم القيامة بئس الرفد المرفود) اي يرفدهم الله بالعذاب ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله (ذلك من أنباء القرى) اي اخبارها (نقصه عليك - يا محمد - منها قائم وحصيد - إلى قوله - وما زادوهم غير تتبيب) اي غير تخسير (وكذلك اخذ ربك إذ اخذ القرى وهي ظالمة إن اخذه اليم شديد ان في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة